|

روى شاهد عيان أميركي فظائع ارتكبها أفراد أمن أميركيون متعاقدون مع ما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية -التي تديرها الولايات المتحدة وإسرائيل– بحق الفلسطينيين عند نقاط توزيع مساعدات في غزة.

وقال الشاهد -الذي استخدم اسم مايك مخفيا هويته، لشبكة “سي بي إس نيوز” الأميركية- إنه كُلّف بإزالة أشلاء في محيط أحد المراكز بعد استهداف الفلسطينيين من قبل متعاقدين أمنيين أميركيين وجنود الجيش الإسرائيلي.

وأشار مايك -الذي تعاقد مع شركة أميركية لقيادة شاحنة مساعدات بإسرائيل- ثم عمل مع “مؤسسة غزة الإنسانية” إلى أن كلا من الجيش الإسرائيلي ومتعاقدين أمنيين أميركيين أطلقوا النار على فلسطينيين تجمعوا للحصول على المساعدات، وأنه وثّق تلك اللحظات سرا.

ورغم أن مقاطع الفيديو -التي صوّرها مايك سرا لاستهداف المدنيين- لم تُظهر مطلقي النار، فإن جدول عمله وبيانات هاتفه المحمول أكدت التواريخ والأوقات التي ذكرها عن وجوده في غزة، وفق شبكة “سي بي إس نيوز”.

وأكد مايك أن إطلاق نار على منتظري المساعدات الفلسطينيين كان عشوائيا وليس تحذيريا، مبينا أن أفراد أمن أميركيين كانوا يتفاخرون بعدد الأشخاص الذين قتلوهم، وأنهم كلفوه بإزالة بقايا بشرية وحيوانية حول مركز توزيع مساعدات.

ولفت إلى أن الفلسطينيين يتجمعون، قبل ساعات من فتح مراكز توزيع المساعدات، أملا في الحصول على مساعدات غذائية، وأنه لم يرَ مثل هذا الحشد اليائس من قبل. وبيّن أنه لاحظ استهداف المدنيين بعد يومين أو 3 أيام من بدء عمله.

وبدأت إسرائيل منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر “مؤسسة غزة الإنسانية” وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأميركيا لكنها مرفوضة من الأمم المتحدة.

وبحسب بيانات المنظمة الأممية، يُعتقد أن عددا كبيرا من الفلسطينيين قُتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي والمتعاقدين العسكريين الأجانب في مراكز المساعدات أو بالقرب منها منذ أن بدأت “مؤسسة غزة الإنسانية” عملها.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة -أمس الخميس- ارتفاع إجمالي الضحايا من منتظري المساعدات الذين وصلوا المستشفيات إلى 2036 شهيدا، وأكثر من 15 ألفا و64 إصابة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وقد خلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و192 شهيدا، و157 ألفا و114 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصا بينهم 112 طفلا.

شاركها.