أعربت الولايات المتحدة و10 دول من أميركا اللاتينية عن رفضها مصادقة المحكمة العليا في فنزويلا على إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو، معتبرةً أن المحكمة لا تتمتع بالاستقلال والحيادية.

ورفضت حكومات الولايات المتحدة والأرجنتين وكوستاريكا وتشيلي والإكوادور وغواتيمالا وبنما وباراغواي والبيرو وجمهورية الدومينيكان والأوروغواي، في بيان مشترك، قرار المحكمة الفنزويلية، التي يعتبرها مراقبون موالية للسلطة، بمصادقة نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنت فوز مادورو رغم عدم نشر المجلس الوطني الانتخابي محاضر مراكز الاقتراع بحجة تعرضه لقرصنة إلكترونية.

وفاز مادورو بنسبة 52% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، وهو ما شككت فيه المعارضة ودول أجنبية عدة، متهمةً السلطات بالتزوير.

ويوم الخميس الماضي، صادقت المحكمة العليا الفنزويلية على الفوز المعلن لمادورو بالانتخابات الرئاسية التي جرت في يوليو/تموز الماضي.

وكانت المعارضة قد استبقت مصادقة المحكمة العليا على نتائج الانتخابات بالقول إنها ستعتبر أي قرار يصدر عن المحكمة بهذا الاتجاه “باطلا ولاغيا”، مؤكدة أن مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا هو الفائز بفارق شاسع عن مادورو.

وفي بيان منفصل، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل على ضرورة احترام إرادة الشعب الفنزويلي، مضيفا أن “رغبة الشعب يجب أن تُحتَرم”.

من جهتها، أعلنت إسبانيا، أمس الجمعة، أنها لا تستطيع الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في فنزويلا قبل نشر جميع محاضر مراكز الاقتراع.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسبانية “من الضروري نشر نتائج التصويت بطريقة كاملة، والتحقق منها لضمان الشفافية الكاملة”.

تدخل غير مقبول

في المقابل، اعتبرت فنزويلا رفض الولايات المتحدة وبعض الدول في أميركا اللاتينية قرار المحكمة العليا “تدخلا غير مقبول”، وأكد وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل، في بيان تلفزيوني، أن كراكاس “ترفض بأشد الحزم البيان الفظ والوقح”، مشيرا إلى أنه يمثل “تدخلا غير مقبول في شؤون لا تهم إلا الفنزويليين”.

وفي غضون ذلك، أعلن المدعي العام الفنزويلي طارق وليام صعب، يوم الجمعة، أن النيابة ستستدعي غونزاليس أوروتيا في إطار تحقيق جنائي، وذكر صعب أن الموقع الإلكتروني الذي نشرت عليه المعارضة نتائجها الرئاسية “تعدّى” على سلطة المجلس الوطني الانتخابي.

وأوضح أن غونزاليس أوروتيا سيتوجّب عليه تفسير “عصيانه” لسلطات الدولة.

ولم يظهر غونزاليس أوروتيا، الذي دعا مادورو إلى اعتقاله، علنا منذ أن تقدّم تظاهرة للمعارضة في 30 يوليو/تموز الماضي. وفي وقت لاحق، حض غونزاليس أوروتيا المجتمع الدولي على البقاء “حازما في الدفاع عن ديمقراطيتنا والاستمرار في المطالبة بالشفافية من الهيئات الحكومية”.

من جهتها، أشادت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، في رسالة موجهة إلى غونزاليس أوروتيا وزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، بشجاعة الفنزويليين “في الدفاع عن حقوقهم والمطالبة بمستقبل ديمقراطي”.

وأكدت هاريس في الرسالة أن الولايات المتحدة “ستواصل تشجيع الأطراف في فنزويلا على بدء مناقشات بشأن تسليم السلطة باحترام وسلمية”.

شاركها.