وقعت الولايات المتحدة الأميركية واليابان اتفاقاً لتعزيز التعاون في مجال المعادن الحيوية، لتنضم طوكيو إلى الجهود الأميركية الرامية إلى تقليل الاعتماد على الصين في هذا القطاع الاستراتيجي.

بحسب نص الاتفاق الإطاري الذي وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيسة الوزراء اليابانية سناي تاكائتشي خلال زيارته إلى طوكيو، ستعمل الحكومتان معاً على “دعم توريد المعادن الحيوية والمعادن النادرة الخام والمعالجة الضرورية للصناعات المحلية في كل من الولايات المتحدة الأميركية واليابان”.

رغم أن الاتفاق لا يتضمن تفاصيل محددة، فإنه يوضح مجالات تعاون واسعة تشمل تقديم الدعم المالي والتدابير التجارية وتخزين السلع الأساسية، إلى جانب الاستثمار في مشاريع إنتاج المعادن. ويشير النص إلى منتجات رئيسية مثل المغناطيس والبطاريات والمحفزات والمواد الخام المستخدمة في مجال البصريات.

أميركا تؤمن إمدادات المعادن النادرة

يأتي هذا الاتفاق عقب توقيع اتفاق مشابه بين الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا الأسبوع الماضي، يهدف إلى تعزيز وصول واشنطن إلى المعادن النادرة والمعادن الحيوية الأخرى. تكثفت الجهود الأميركية لفصل سلاسل الإمداد عن الصين في عهد ترمب، خصوصاً بعدما فرضت بكين في مطلع أبريل الماضي قيوداً على تصدير المعادن النادرة. كما أبرم البيت الأبيض اتفاقات مشابهة الأسبوع الجاري مع ماليزيا وتايلندا.

اقرأ المزيد: ترمب يشيد بالتحالف مع اليابان ويمنح تاكايشي دعماً في أول اختبار دبلوماسي لها

للاتفاق دلالات تاريخية بالنسبة لليابان، إذ بدأت قبل نحو 15 عاماً تقليص اعتمادها على إمدادات الصين من المعادن النادرة، عندما استثمرت خلال 2011 في شركة “لايناس رير إيرثس” (Lynas Rare Earths) الأسترالية بعد أن أوقفت بكين مؤقتاً الإمدادات إثر نزاع حدودي. استغرق الأمر عامين لبدء الإنتاج التجريبي، وفترة أطول للوصول إلى المستويات المتوقعة، وفقاً لبيانات الشركة، ما يبرز أن إعادة تشكيل سلاسل الإمداد عملية بطيئة ومكلفة.

جاء في نص الاتفاق الأميركي الياباني أن “الهدف من التعاون هو مساعدة البلدين على تحقيق المرونة والأمن في سلاسل توريد المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة، بما في ذلك عمليات التعدين والفصل والمعالجة”. أضاف أن البلدين “يعتزمان خلال 6 أشهر اتخاذ تدابير لتوفير الدعم المالي لمشاريع مختارة لتوليد منتجات نهائية تُورد إلى المشترين في الولايات المتحدة الأميركية واليابان، وربما أيضاً إلى دول أخرى ذات توجه مشابه”.

شاركها.