|

أثار الحادث الذي وقع في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل أمس السبت وأسفر عن مقتل 12 شخصا، ردود فعل دولية وإقليمية عديدة تراوحت بين الإدانة والدعوة لضبط النفس والتحذير من توسع رقعة الحرب في المنطقة.

ورغم نفي حزب الله مسؤوليته عن الحادث وقوله إن صاروخا اعتراضيا إسرائيليا سقط على مجدل شمس وأنه أبلغ الأمم المتحدة بذلك، فإن تل أبيب تصر على تحميل الحزب المسؤولية وتوعدته ولبنان بـ”دفع ثمن باهظ”.

وأعلنت فرنسا إدانتها للهجوم، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد عسكري.

وجددت وزارة الخارجية الفرنسية دعوتها للمواطنين الفرنسيين لعدم الذهاب إلى لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.

بدورها، دانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الأحد ما وصفته بـ”الهجوم المروع” على مجدل شمس.

ودعت في تدوينة نشرتها بحسابها على منصة إكس، إلى وقف القتال والتصرف بهدوء وضبط النفس.

وقالت إن “عددا كبيرا من الناس قتلوا في هذا النزاع”، وإن “الهجمات الغادرة يجب أن تتوقف فورا”، فيما يبدو أنه إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 9 أشهر، وتهدد بالتوسع أكثر في المنطقة.

واشنطن: لا نريد توسع الصراع

من جهته أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأحد أن واشنطن لا تريد للصراع أن يتوسع، وقال “نجري حوارا مع إسرائيل” بهذا الشأن.

وأضاف بلينكن أن “كل الدلائل تشير إلى أن الصاروخ الذي ضرب الجولان كان من حزب الله”.

وأكد التزام بلاده بدعم حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها ضد ما وصفها بـ”الهجمات الإرهابية”.

وقال وزير الخارجية الأميركي إن وقف إطلاق النار في غزة سيكون فرصة لتحقيق هدوء دائم على طول الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان.

تهديدات خطيرة

وفي السياق نفسه، نقلت شبكة “سي إن إن” عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قوله تعليقا على الحادث إن إسرائيل ما زالت تواجه تهديدات خطيرة لأمنها، وفق تعبيره.

وأضاف كيربي “سنواصل دعم الجهود الرامية لإنهاء الهجمات الرهيبة على طول الخط الأزرق”.

إيران تحذر

ومع تصاعد التهديد والوعيد الإسرائيلي لحزب الله اللبناني، والغارات التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على البقاع وجنوب لبنان مساء أمس وفجر اليوم، حذرت إيران إسرائيل اليوم الأحد من مغبة مهاجمة لبنان.

وقالت الخارجية الإيرانية في بيان أصدره المتحدث باسمها ناصر كنعاني إن طهران “تحذر من تداعيات غير متوقعة لأي مغامرات جديدة من الكيان الصهيوني تجاه لبنان بذريعة حادث مجدل شمس”.

وأضاف البيان أن “أي خطوة حمقاء من جانب الكيان الصهيوني يمكن أن تؤدي لتوسيع رقعة الأزمة والحرب بالمنطقة”.

وتابعت الخارجية الإيرانية أن إسرائيل تسعى عبر طرح سيناريوهات وهمية إلى تشويش الرأي العام بشأن جرائمها في غزة، مشيرة إلى أن حزب الله اللبناني نفى مسؤوليته عن قصف قرية مجدل شمس في الجولان المحتل.

دعوة لضبط النفس

من جهتها، دعت الأمم المتحدة الأحد إلى “أقصى درجات ضبط النفس”، وذلك في بيان مشترك للمنسقة الخاصة للبنان جينين هينيس بلاسخارت ورئيس قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) أرولدو لازارو.

وجاء في البيان أن “التبادل المكثف والمستمر لإطلاق النار قد يشعل صراعا أوسع نطاقا من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها”.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، قصفا يوميا متبادلا على الجبهة الشمالية، أسفر عن قتلى وجرحى بين الطرفين، أغلبهم في لبنان.

ويشن حزب الله والفصائل الأخرى هجمات ضد الجيش الإسرائيلي تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، خلفت أكثر من 40 ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى أغلبهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة بالقطاع المحاصر.

شاركها.