أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء الموافق 23 ديسمبر 2025، أنها ستفرض رسومًا جمركية على واردات الرقائق الإلكترونية من الصين ردًا على ما وصفته بسعي بكين “غير المعقول” للسيطرة على هذه الصناعة الحيوية. ومع ذلك، تم تأجيل تطبيق هذه الرسوم حتى يونيو/حزيران 2027، في خطوة يبدو أنها تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية المستمرة بين البلدين.

جاء الإعلان في بيان صادر عن مكتب الممثل التجاري الأمريكي، والذي أوضح أن قيمة الرسوم الجمركية سيتم تحديدها والإعلان عنها قبل 30 يومًا على الأقل من تاريخ التطبيق المؤجل. وقد جاء هذا القرار في أعقاب تحقيق استمر عامًا كاملاً حول واردات الرقائق الصينية إلى الولايات المتحدة، والذي أطلقته إدارة بايدن في وقت سابق.

الخلفية: سعي الصين للسيطرة على صناعة الرقائق

وفقًا للبيان، فإن جهود الصين لتعزيز نفوذها في صناعة أشباه الموصلات تُشكل تهديدًا للتجارة الأمريكية، وتستدعي اتخاذ إجراءات قانونية لحماية المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة. تعتبر الرقائق الإلكترونية مكونًا أساسيًا في مجموعة واسعة من المنتجات، بدءًا من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وصولًا إلى السيارات والطائرات.

تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين توترات متزايدة في عدة مجالات، بما في ذلك التجارة والتكنولوجيا والأمن القومي. تسعى كل من الدولتين إلى تأمين مكانتها في سلاسل التوريد العالمية، وتقليل اعتمادها على الأخرى في القطاعات الاستراتيجية.

تهدئة التوترات والمفاوضات الجارية

يأتي قرار تأجيل الرسوم الجمركية في سياق سعي الرئيس ترامب لتهدئة التوترات مع بكين، بالتزامن مع قيود صينية مفروضة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، وهي مواد حيوية لصناعة التكنولوجيا العالمية التي تهيمن عليها الصين. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من مفاوضات أوسع نطاقًا بين البلدين تهدف إلى حل الخلافات التجارية.

وقد تراجع ترامب عن خطط لتقييد صادرات التكنولوجيا الأمريكية إلى بعض الشركات الصينية المدرجة على القائمة السوداء، في إشارة إلى رغبته في إيجاد حلول دبلوماسية. بالإضافة إلى ذلك، بدأت الولايات المتحدة مراجعة قد تسمح لأول مرة بشحنات من رقائق الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا شريحة “إنفيديا” H100، إلى الصين، على الرغم من معارضة بعض المتشددين في واشنطن.

تأثير الرسوم الجمركية المحتملة

إذا تم فرض الرسوم الجمركية في نهاية المطاف، فقد يكون لها تأثير كبير على صناعة الرقائق العالمية. قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الإلكترونيات، وتعطيل سلاسل التوريد، وإبطاء وتيرة الابتكار التكنولوجي. كما قد يدفع الشركات الصينية إلى زيادة استثماراتها في تطوير قدراتها الخاصة في مجال تصنيع الرقائق، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي.

في المقابل، يرى البعض أن الرسوم الجمركية قد تساعد في حماية الشركات الأمريكية وتعزيز قدرتها التنافسية في السوق العالمية. ويرون أن الصين تستخدم ميزتها في مجال تصنيع الرقائق لفرض شروط غير عادلة على الشركات الأجنبية.

الخطوات التالية والمستقبل

ينتظر قطاع صناعة أشباه الموصلات نتائج تحقيق إضافي حول واردات الشرائح، والذي قد يؤدي إلى فرض تعريفات جمركية على مجموعة أوسع من التقنيات. ومع ذلك، تشير مصادر مطلعة إلى أن المسؤولين الأمريكيين قد يترددون في فرض هذه التعريفات في الوقت الحالي، مع استمرارهم في التفاوض مع الصين.

من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة مزيدًا من المناقشات والمفاوضات بين الولايات المتحدة والصين حول قضايا التجارة والتكنولوجيا. سيكون من المهم مراقبة التطورات في هذا المجال، وتقييم تأثيرها على الاقتصاد العالمي. كما يجب متابعة أي تغييرات في سياسات الرقائق، والتحقيق في مدى التزام الصين بتهدئة التوترات التجارية.

شاركها.