مع اقتراب نهاية العام، تتجه أنظار الكثيرين في نيويورك نحو وضع خطط وأهداف للعام الجديد. لكن مقيمة في حي هيلز كيتشن بمثابة مثال غير تقليدي، حيث تجد نفسها تبحث في درج ملابسها الداخلية عن القطعة المثالية للاحتفال بليلة رأس السنة، وهي عادة تتبعها لجلب الحظ في الملابس الداخلية.
تعتبر هذه العادة، التي تتبعها ماكينا راين، البالغة من العمر 26 عامًا، أكثر من مجرد خرافة. فهي ترى أن اختيار لون معين من الملابس الداخلية يمثل نقطة انطلاق نحو عام مليء بالنجاح والتفاؤل. وفي هذا العام، اختارت اللون الأخضر.
ظاهرة اختيار لون الملابس الداخلية لجلب الحظ في العام الجديد
أخبرت راين صحيفة “نيويورك بوست” أن تحديد لون الملابس الداخلية التي سترتديها في ليلة رأس السنة أصبح طقسًا سنويًا يجلب لها الحظ. فهي تختار الألوان بناءً على ما ترغب في تحقيقه في العام المقبل. فقد اختارت الأحمر في الماضي للرومانسية، والأصفر للثروة، والأسود للقوة.
وليس راين الوحيدة التي تؤمن بهذه العادة. فكثير من النساء على وسائل التواصل الاجتماعي يبحثن عن ملابس داخلية بألوان محددة “للتعبير” عن أحلامهن للعام 2026، بل وتلجأ بعضهن إلى المنجمين وعلماء النفس المتخصصين في الموضة لمساعدتهن في اختيار اللون المناسب.
تدعي راين أنها جربت هذه الخرافة لسنوات ووجدت أنها فعالة. ففي العام الماضي، ارتدت ملابس داخلية حمراء في ليلة رأس السنة، ثم التقت بشريك حياتها.
علم النفس وراء الاعتقاد بالألوان
قد تبدو هذه العادة غريبة أو طريفة للبعض، لكن الخبراء يشيرون إلى أن هناك أساسًا علميًا وراءها. فوفقًا للدكتورة سانام حافظي، أخصائية علم النفس العصبي، فإن الملابس التي نرتديها تبعث إشارات إلى أدمغتنا قبل أن تبعثها إلى الآخرين. وتضيف أن الملابس الداخلية تعتبر ذات أهمية خاصة لأنها جزء حميمي وخاص.
وتشير الدكتورة حافظي إلى أن الألوان نفسها ليست سحرية، لكن الطقس يمكن أن يعزز الثقة بالنفس والحافز والنوايا للعام الجديد. هذا ما يعرف بـ “الإدراك المرتبط بالملابس” (Enclothed Cognition).
من جانبها، تؤكد المنجمة ليسا ستاردست أنها تؤمن بشدة بهذه العادة. ستختار ارتداء ملابس داخلية وردية لجلب الحب والتقدير للذات في العام المقبل. فاللون الوردي مرتبط بـ “شاكرات القلب” ويعتبر قوة مهدئة، ويرمز إلى السلام والهدوء العاطفي.
وقدمت ستاردست شرحًا لمعاني الألوان الأكثر شيوعًا في ليلة رأس السنة: الأحمر يرمز إلى الشغف والقوة والرغبة، والأصفر إلى الإيجابية والفرح، والأخضر إلى الوفرة والازدهار، والأسود إلى الحماية والشفاء، والأزرق إلى التواصل والوضوح والحدس.
وتنصح ستاردست بتجنب الألوان البنية والبيج والرمادية، لأنها قد تعيق النمو أو تسبب عدم اليقين. ومع ذلك، يمكن إضافة لمسة من لون آخر، مثل الأحمر، لتحييد الطاقة السلبية لهذه الألوان.
وتضيف سارة سونغ ماكفارلاند، أخصائية علم النفس في الموضة، أن رد فعلنا تجاه الألوان يجمع بين العوامل البيولوجية والثقافية والتجارب الشخصية. وعندما نختار لونًا بهدف معين، فإننا ننشط كل هذه العوامل في وقت واحد، مما قد يؤثر بشكل خفي على شعورنا وكيفية تعاملنا مع العام الجديد.
وتوافق الخبيرة في الهوية والعلاقات، سينثيا فلوريس، على أن الجانب العاطفي لهذه العادة هو جزء من جاذبيتها. فالملابس ليست مجرد ملابس، بل تحمل معاني وذكريات ونوايا. والملابس الداخلية، على وجه الخصوص، تمثل نية خاصة نحملها معنا في بداية العام.
تعتبر هذه الخرافة جزءًا من تقاليد أوسع في أمريكا اللاتينية وحوض البحر الأبيض المتوسط وأجزاء من آسيا، حيث ارتبطت الألوان منذ فترة طويلة بالحماية والخصوبة والحظ والازدهار.
من المتوقع أن تستمر هذه الظاهرة في الانتشار مع اقتراب نهاية العام، حيث تزداد عمليات البحث عن ملابس داخلية بألوان محددة. وسيكون من المثير للاهتمام مراقبة ما إذا كانت هذه الخرافة ستؤثر على قرارات الشراء لدى المستهلكين في عام 2026، وما إذا كانت ستظهر اتجاهات جديدة في ألوان الملابس الداخلية المرتبطة بالأهداف والتطلعات الشخصية.






