يدفع الملياردير بيل أكمان، مدير صندوق التحوط “بيرشينغ سكوير كابيتال مانجمنت”، نحو تسريع خطط الاكتتاب العام الأولي لشركته، في خطوة قد تحدث تغييراً كبيراً في قطاع إدارة الأصول. وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من التحضيرات، وتستهدف إدراج الشركة في بورصة نيويورك بحلول عام 2026، مع إمكانية البدء في الربع الأول من ذلك العام. وتعتبر هذه الخطوة نادرة بالنسبة لشركات إدارة صناديق التحوط الكبيرة.
أكدت مصادر مطلعة لصحيفة “فايننشال تايمز” أن أكمان يجري حالياً مشاورات مع مستشارين ماليين وقانونيين، وأبلغ عدداً من مستثمري شركته بنيته المضي قدماً في الإدراج. ومع ذلك، لا تزال هذه المباحثات في مراحلها الأولية، وتخضع لظروف السوق المتغيرة. وتشير التقارير إلى أن أكمان يدرس أيضاً إدراج صندوق استثماري جديد بالتزامن مع طرح “بيرشينغ سكوير”.
خطوات نحو الاكتتاب العام الأولي لبيرشينغ سكوير
على مدار السنوات الأخيرة، عمل أكمان على تمهيد الطريق لهذا الاكتتاب العام الأولي. ففي العام الماضي، قام ببيع حصة في “بيرشينغ سكوير” بتقييم تجاوز 10 مليارات دولار، مما يمثل خطوة أولى نحو الإدراج العام. وتأتي هذه الخطوة بعد فترة من النمو القوي في أداء الصندوق، مما عزز ثقة المستثمرين.
الاستعدادات السابقة
في العام الماضي، أعلن أكمان عن خطط لإدراج صندوق مماثل في بورصة نيويورك تحت اسم “بيرشينغ سكوير يو إس إيه”، بهدف جمع ما يصل إلى 25 مليار دولار. ومع ذلك، تم تعليق هذا الاكتتاب مؤقتاً بعد جمع حوالي ملياري دولار فقط. ويرجع ذلك إلى ظروف السوق غير المواتية في ذلك الوقت.
بالإضافة إلى ذلك، قامت “بيرشينغ سكوير” بزيادة حصتها في “هاورد هيوز هولدينغز” إلى حوالي 47%، كجزء من خطة أوسع لإنشاء شركة تأمين وتوسيع نطاق أعمالها العقارية. يهدف هذا التوسع إلى بناء نموذج أعمال مشابه لنموذج “بيركشاير هاثاواي” الذي أسسه وارن بافيت.
نموذج بيركشاير هاثاواي
يشبه أكمان هذا النموذج بما بناه وارن بافيت في “بيركشاير هاثاواي”، حيث تستفيد الشركة من أصول شركات التأمين لتوفير رأس مال منخفض التكلفة لتمويل استثمارات أخرى. ويعتبر هذا النموذج ناجحاً للغاية، وقد ساهم في تحقيق عوائد كبيرة للمستثمرين في “بيركشاير هاثاواي”.
يُذكر أن بيل أكمان، البالغ من العمر 59 عاماً، يعتبر من أبرز المستثمرين النشطين، ويحظى بحضور قوي على وسائل التواصل الاجتماعي. وتُقدر ثروته الصافية بنحو 8.4 مليار دولار، وفقاً لمؤشر “بلومبرغ للمليارديرات”.
أداء بيرشينغ سكوير والوضع المالي
تتركز غالبية أصول “بيرشينغ سكوير” داخل صندوق “بيرشينغ سكوير هولدينغز”، وهو صندوق مُغلق مُدرج في لندن. بلغت قيمة الأصول المُدارة في هذا الصندوق 19.3 مليار دولار بنهاية أكتوبر، وحقق الصندوق عائداً يتجاوز 17% حتى 18 نوفمبر. يعكس هذا الأداء القوي قدرة أكمان وفريقه على تحقيق عوائد جيدة للمستثمرين.
تعتبر هذه الخطوة بمثابة اختبار لقدرة شركات إدارة صناديق التحوط على جذب المستثمرين في سوق الأوراق المالية العامة. الاكتتاب العام الأولي لـ “بيرشينغ سكوير” قد يفتح الباب أمام شركات أخرى لاتباع نفس الخطوة. كما أن نجاح هذا الاكتتاب قد يعزز مكانة أكمان كواحد من أبرز المستثمرين في العالم.
في الوقت الحالي، لم يصدر أي تعليق رسمي من “بيرشينغ سكوير” بشأن هذه التقارير. ومع ذلك، تشير المؤشرات إلى أن أكمان جاد في المضي قدماً في خطط الإدراج العام. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل في الأشهر القادمة.
من المتوقع أن تشهد الأسابيع والأشهر القادمة المزيد من التطورات حول خطط الاكتتاب العام الأولي لـ “بيرشينغ سكوير”. سيكون من المهم مراقبة ظروف السوق وتقييم رد فعل المستثمرين المحتملين. كما سيكون من المهم متابعة أي تغييرات في استراتيجية الشركة أو هيكلها المالي. يبقى أن نرى ما إذا كان أكمان سينجح في تحقيق هذا الهدف الطموح.





