قالت ريهام الجعفري، مسؤولة التواصل في مؤسسة “أكشن إيد” الدولية في فلسطين، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يشهد انهيارًا كاملًا، وإن المساعدات التي تدخل القطاع لا تزال غير كافية ولا يتم تسهيل إدخالها عبر طرق آمنة، بل تُوجَّه غالبًا عبر مناطق خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعلها عرضة للخطر.
وأضافت الجعفري، في مداخلة مع الإعلامي همام مجاهد، المذاع على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن قطاع غزة يحتاج يوميًا إلى ما لا يقل عن 1500 شاحنة مساعدات إنسانية، بينما لا يدخل سوى عدد محدود لا يلبي حتى جزءًا بسيطًا من الاحتياجات المتزايدة، في ظل الانهيار التام للعمليات الإنسانية.
وأشارت إلى أن آلية الإسقاط الجوي تعتبر “مهينة وخطيرة”، موضحة أنها تسببت بإصابات وسقوط ضحايا، حيث سقطت بعض الحمولات على رؤوس المواطنين في المناطق المكتظة، وتوفي أحد الممرضين جرّاء ذلك، كما ذكرت أن الإسقاطات تتم أحيانًا في مناطق مصنّفة خطرة أو مناطق إخلاء، ما يجعل الوصول إليها محفوفًا بالمخاطر.
وأكدت أن هذه الآلية يجب أن تكون الخيار الأخير، ولا يمكن اعتبارها بديلًا عن فتح جميع المعابر البرية بشكل كامل ودائم، وإزالة القيود المفروضة على إدخال المساعدات بكافة أشكالها، وليس فقط الغذائية، وإنما أيضًا الطبية، ومواد تنقية المياه، والوقود، والمستلزمات الصحية ومعدات إزالة الركام.
كما دعت إلى تمكين المؤسسات الدولية ووكالات الأمم المتحدة من أداء دورها في توزيع المساعدات بشكل آمن ومنظم، محذرة من أن الوضع الإنساني في غزة يتفاقم بشكل خطير نتيجة سياسة “هندسة المجاعة”، حيث لا يتمكن كثير من السكان من الوصول إلى المساعدات، بسبب القصف أو بعد المسافات أو شح الإمكانات.
وأوضحت الجعفري أن الوضع لا يحتاج إلى حلول لوجستية مؤقتة، بل إلى حل سياسي شامل يبدأ بوقف فوري لإطلاق النار وفتح المعابر، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحصار.