أكدت رئيسة كوسوفو، فيوزا أوسماني، أن انضمام بلادها إلى الاتحاد الأوروبي هو “مصيرها”، مشددة على التزام كوسوفو الكامل بقيم التكتل. يأتي هذا التصريح في وقت تواجه فيه كوسوفو تحديات في مسار انضمامها للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك عدم اعتراف خمس دول أعضاء بسيادتها، والحاجة إلى اتفاق سياسي مع صربيا.

مسار كوسوفو نحو الاتحاد الأوروبي: تحديات وفرص

تقدمت كوسوفو بطلب للحصول على عضوية في الاتحاد الأوروبي في ديسمبر 2022، لكنها تحتفظ بحالة “مرشح محتمل” فقط. يعزى ذلك إلى تعقيدات سياسية، أبرزها عدم اعتراف صربيا باستقلال كوسوفو الذي أعلنت عنه في عام 2008. ويقوم الاتحاد الأوروبي بدور الوسيط في الحوار بين البلدين منذ أكثر من عقد.

ومع ذلك، تظل كوسوفو ملتزمة بنسبة 100٪ بسياسات الاتحاد الأوروبي في مجالات الأمن والشؤون الخارجية، بما في ذلك فرض العقوبات على روسيا وغيرها من الدول التي تعتبر معادية للمصالح الغربية. وأشارت أوسماني إلى أن هذا الالتزام يعكس مساهمة كوسوفو التاريخية في القيم الأوروبية.

الإصلاحات الاقتصادية والإدارية

وفقًا لأوسماني، فإن كوسوفو تحقق أداءً جيدًا في منطقة البلقان الغربي من حيث الإصلاحات الاقتصادية والإدارية. وأضافت أن البلاد مستعدة لتلبية معايير العضوية، باستثناء التعقيدات السياسية القائمة. وتشير التقارير إلى أن كوسوفو قد أحرزت تقدمًا ملحوظًا في مكافحة الفساد وتحسين بيئة الأعمال.

تعتبر قضية تطبيع العلاقات مع صربيا شرطًا أساسيًا من قبل الاتحاد الأوروبي لمواصلة مسار كوسوفو نحو العضوية. ويؤكد الاتحاد الأوروبي على أهمية الحوار البناء والحلول الدبلوماسية لإنهاء الخلافات بين البلدين.

تأثير التنافس الجيوسياسي في البلقان

تشهد منطقة البلقان الغربي في السنوات الأخيرة تزايدًا في نفوذ كل من روسيا والصين. تسعى موسكو إلى الحفاظ على مصالحها في المنطقة، بينما تستثمر بكين بكثافة في مشاريع البنية التحتية.

وحذرت أوسماني من أن عدم الحفاظ على نفوذ الاتحاد الأوروبي في البلقان الغربي قد يفتح الباب أمام قوى أخرى ذات أجندات مختلفة. وأوضحت أن هذه القوى لن تقدم المساعدة بدافع الإحسان، بل لأنها تسعى إلى تحقيق مصالح استراتيجية في المنطقة. هذا التنافس الجيوسياسي يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى مساعي كوسوفو للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

دعم كوسوفو لعضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي

أعربت كوسوفو عن دعمها الكامل لمساعي أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، واصفة إياها بـ “ضرورة أمنية”. ترى كوسوفو أن توسيع الاتحاد الأوروبي ليشمل أوكرانيا سيعزز الأمن والاستقرار في القارة الأوروبية.

ومع ذلك، أكدت أوسماني على أهمية أن تستوفي أوكرانيا جميع معايير الإصلاح المطلوبة، تمامًا كما هو الحال بالنسبة لمرشحين آخرين. هذا الموقف يعكس التزام كوسوفو بسيادة القانون والشفافية في عملية التوسع. تعتبر قضية العضوية في الاتحاد الأوروبي ذات أهمية خاصة لكوسوفو نظرًا لتاريخها وعلاقاتها الوثيقة مع التكتل.

في تقييمها السنوي لبلدان المرشحة، أشادَت المفوضية الأوروبية بالتزام كوسوفو بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكنها أشارت إلى أن الانتخابات والجمود السياسي قد أخرت الإصلاحات. كما أكدت المفوضية على أهمية تطبيع العلاقات مع صربيا كشرط أساسي للمضي قدمًا. تعتبر هذه التقييمات بمثابة خارطة طريق لكوسوفو لتحديد المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التحسين.

تشهد كوسوفو حاليًا أزمة سياسية بعد فشل الأحزاب المتعددة في تشكيل حكومة في أعقاب الانتخابات التشريعية في فبراير الماضي. ومن المقرر إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في 28 ديسمبر. من المتوقع أن تؤثر نتائج هذه الانتخابات على مسار الإصلاحات وعلاقات كوسوفو مع الاتحاد الأوروبي. تعتبر هذه الانتخابات فرصة لكوسوفو لإعادة تأكيد التزامها بمسار التكامل الأوروبي.

الخطوة التالية المتوقعة هي تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية في 28 ديسمبر. سيتعين على الحكومة الجديدة استئناف الإصلاحات وتطبيع العلاقات مع صربيا. ومع ذلك، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل هذه العملية، خاصة في ظل التحديات السياسية القائمة والتنافس الجيوسياسي في المنطقة. من المهم مراقبة التطورات السياسية والاقتصادية في كوسوفو، بالإضافة إلى موقف الاتحاد الأوروبي وصربيا، لتقييم فرص نجاح كوسوفو في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

شاركها.