|

وقّع أكثر من 100 نائب في البرلمان البريطاني اليوم الجمعة رسالة تطالب رئيس الوزراء كير ستارمر بالاعتراف بدولة فلسطين، وذلك عقب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتزامه القيام بخطوة مماثلة قريبا.

وقالت شبكة سكاي نيوز إن الرسالة وقّعها نواب من مختلف الأحزاب، وتوّلت تنسيقها النائبة عن حزب العمال الحاكم سارة تشامبيون.

وجاء في الرسالة الموجهة لستارمر أن “الاعتراف البريطاني بدولة فلسطينية سيكون له أثر بالغ نظرا لدور بريطانيا في إعلان وعد بلفور وكونها السلطة المنتدبة السابقة على فلسطين”.

وكتب النواب الموقعون أيضا أن بريطانيا دعمت حل الدولتين منذ عام 1980، وأن الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة سيعطي لهذا الموقف مضمونه الحقيقي ويجسد مسؤولية بريطانيا التاريخية.

وأشارت شبكة سكاي نيوز إلى أن 60 نائبا كانوا وجّهوا في وقت سابق من الشهر الجاري رسالة خاصة إلى وزير الخارجية ديفيد لامي طالبوا فيها باعتراف فوري بدولة فلسطينية، وأوضحت أن الرسالة الجديدة الموجهة إلى رئيس الوزراء تظهر حالة الاستياء المتزايدة من رفض الحكومة الحالية الاستجابة لهذا المطلب.

خطة أوسع

في الأثناء، قال رئيس الوزراء كير ستارمر إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يكون جزءا من خطة أوسع لحل الدولتين.

وأضاف ستارمر أن التصعيد العسكري الإسرائيلي غير المتناسب في غزة لا يمكن الدفاع عنه.

وكان موقع بلومبيرغ ذكر أمس أن ستارمر يواجه ضغوطا من كبار أعضاء حكومته ومن الرئيس الفرنسي للاعتراف الفوري بفلسطين دولة ذات سيادة.

ونقل الموقع الأميركي عن مصادر مطلعة أن وزراء بريطانيين عبروا عن استيائهم من رفض رئيس الوزراء الوفاء بوعده بدعم الدولة الفلسطينية، قائلة إن وزراء الصحة والعدل والثقافة في بريطانيا دعوا ستارمر ووزير خارجيته للتحرك بسرعة للاعتراف بفلسطين.

وفي الإطار نفسه، دعت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني إيميلي ثورنبيري إلى دخول المساعدات بشكل عاجل -دون عرقلة- إلى قطاع غزة.

وكشفت ثورنبيري -بمقابلة مع برنامج “مسار الأحداث” على الجزيرة- أن البرلمان أصدر تقريرا بشأن الأوضاع في غزة دعا فيه لوقف عمل “مؤسسة غزة الإنسانية” مؤكدا أن تعرض أشخاص ينتظرون المساعدات للقتل مروع جدا ويجب أن يتوقف.

ومنذ أن تولت هذه المؤسسة الأميركية إدارة مراكز التحكم في المساعدات بقطاع غزة في مايو/أيار الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي ومتعاقدون أجانب مع المؤسسة أكثر من ألف فلسطيني أثناء اقترابهم من تلك المراكز.

حل الدولتين

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اليوم أن بلاده ستشارك في مؤتمر حل الدولتين الذي يعقد الأسبوع المقبل في نيويورك، وكرر الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وقال لامي -في مؤتمر صحفي مع نظيرته الأسترالية بيني وونغ ووزيري الدفاع البريطاني والأسترالي في سيدني- إن لندن وكانبيرا تؤمنان بحل الدولتين.

وأضاف أن الوقف الدائم لإطلاق النار أسهل طريق لرفع المعاناة عن غزة، وليس الهدنة المؤقتة.

كما قال لامي إن بريطانيا قلقة من حالة التجويع في غزة، مشيرا إلى أن لندن لا تتفق مع الحكومة الإسرائيلية بشأن آلية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.

ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية إن الحل الأمثل هو وقف إطلاق النار في غزة. وأضافت أن مقتل المدنيين الساعين للحصول على مساعدات في غزة أمر لا يمكن الدفاع عنه.

ويأتي إعلان وزير الخارجية البريطاني مشاركة بلاده -في مؤتمر حل الدولتين بنيويورك- غداة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتزامه الاعتراف قريبا بدولة فلسطينية مستقلة.

وأثار إعلان ماكرون تنديدا إسرائيليا وأميركيا، في حين رحبت به دول أوروبية بينها إسبانيا.

وفي المقابل، أعلنت ألمانيا أنها لن تعترف بدولة فلسطينية في الأمد القريب.

شاركها.