|

لقي ما لا يقل عن 104 أشخاص مصرعهم وأصيب عشرات، جراء فيضانات مدمرة اجتاحت قرية كاسابا الواقعة على ضفاف بحيرة تنجانيقا شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، حسب ما أفاد به مسؤولون محليون وناشطون في المجتمع المدني يوم السبت.

وقال سامي كالودغي مدير إقليم فيزي في مقاطعة جنوب كيفو -حيث تقع القرية المنكوبة- إن التقارير تشير إلى أكثر من 100 حالة وفاة حتى الآن، في حين أكد برنارد أكيلي رئيس منطقة نغانجا أن “الفيضانات وقعت خلال ليل الخميس الجمعة بينما كان السكان نائمين، بعدما تسببت أمطار غزيرة ورياح قوية في فيضان نهر كاسابا”.

وأشار أكيلي إلى أن مياه النهر تدفقت “حاملة معها حجارة ضخمة وأشجارا ووحلا كثيفا، وجرفت المنازل الواقعة على حافة البحيرة”.

وأضاف أن معظم الضحايا من الأطفال وكبار السن، وأن عدد الجرحى بلغ 28 شخصا، كما دمر 150 منزلا على الأقل.

في حين أفاد ناشط مدني محلي بأنه تم العثور على 119 جثة حتى مساء السبت، محذرا من أن عدد القتلى مرشح للارتفاع في ظل استمرار عمليات البحث في منطقة يصعب الوصول إليها.

السلطات قررت هدم جميع المباني غير المرخصة في المناطق المعرضة للفيضانات في أعقاب فيضانات الخامس من أبريل/نيسان (الفرنسية)

وحسب المسؤولين المحليين، فإن قرية كاسابا لا يمكن الوصول إليها إلا عبر بحيرة تنجانيقا، ولا تغطيها شبكات الهاتف المحمول، مما يعوق جهود الإغاثة ويؤخر الاستجابة الإنسانية.

وتأتي هذه الكارثة الطبيعية في وقت بالغ الحساسية للبلاد، إذ تواجه شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تصعيدا كبيرا في النزاع المسلح، حيث كثفت حركة “23 مارس” المتمردة، والمدعومة من رواندا، هجماتها على المنطقة منذ مطلع العام، مما أدى إلى مقتل الآلاف خلال الشهرين الأولين من عام 2025.

وعلى الرغم من أن كاسابا لا تقع ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، فإن الوضع الأمني العام المتردّي في الإقليم يزيد من صعوبة عمليات الإغاثة والإنقاذ.

كذلك، تعد جمهورية الكونغو الديمقراطية من بين أفقر دول العالم، وتعاني من هشاشة كبيرة أمام تداعيات تغيّر المناخ، خاصة مع غياب التخطيط العمراني والبنى التحتية الأساسية.

وفي أوائل أبريل/نيسان الماضي، تسببت الأمطار الغزيرة في وفاة ما لا يقل عن 30 شخصا في العاصمة كينشاسا.

ويحذر العلماء من أنه بحلول عام 2030، قد يتعرض نحو 118 مليون أفريقي ممن يعانون الفقر الشديد -الذين يقل دخلهم عن دولارين في اليوم- لمخاطر الجفاف والفيضانات ودرجات الحرارة القصوى، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة للتكيف مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره.

شاركها.