واجه رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز صيحات استهجان خلال حضوره حفل تأبين ضحايا إطلاق النار في شاطئ بوندي يوم الأحد. وقد أثارت هذه الحادثة جدلاً واسعاً حول تصاعد معاداة السامية في أستراليا وتأثير ذلك على ردود الفعل العامة تجاه الأحداث المأساوية. توافد ما يقدر بنحو 10 آلاف شخص إلى الشاطئ لتأبين الضحايا، بمن فيهم ألبانيز والعديد من السياسيين الأستراليين وأعضاء الجالية اليهودية.
تصاعد حدة الانتقادات ومعاداة السامية في أستراليا
أثناء كلمته في حفل التأبين، ذكر ديفيد أوسيب، رئيس مجلس نواب اليهود في ولاية نيو ساوث ويلز، وجود ألبانيز في الحفل، ممّا أثار موجة من صيحات الاستهجان من الحشد. يأتي هذا التفاعل الحاد في ظل اتهامات متزايدة موجهة للحكومة الأسترالية بالتغاضي عن علامات التحذير من تصاعد الكراهية ضد اليهود في الأشهر التي سبقت الهجوم.
في المقابل، علت هتافات التشجيع عند ذكر سوزان لي، زعيمة المعارضة. أعلنت لي أن حكومة ائتلافية بقيادتها ستراجع قرار حكومة ألبانيز بالاعتراف بدولة فلسطينية.
ردود فعل دولية وإقليمية
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن انتقاده الشديد لحكومة ألبانيز، مشيراً إلى رسالة أرسلها في وقت سابق من هذا العام بعد إعلان الاعتراف بدولة فلسطينية. وادعى نتنياهو أن هذا الإجراء “سكب الوقود على نار معاداة السامية”.
وأضاف نتنياهو في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام: “لم تفعلوا شيئاً لوقف انتشار معاداة السامية في أستراليا، ولم تتخذوا أي إجراء للحد من الخلايا السرطانية التي كانت تنمو داخل بلدكم. لقد تركتم المرض ينتشر وكانت النتيجة الهجمات المروعة على اليهود التي شهدناها اليوم”.
تأتي هذه التطورات في أعقاب الهجوم الذي وقع في 14 ديسمبر، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات. وتورط في الهجوم أب وابنه، حيث قُتل الأب خلال المواجهة.
ملاحقة قضائية للمشتبه به
الآن، يخضع الابن، نافيد أكرم، البالغ من العمر 24 عاماً، للمحاكمة بتهم القتل والإرهاب بعد أن استيقظ من غيبوبة إثر تعرضه لإصابات خطيرة. وقد بدأت الشرطة الأسترالية في استجواب سبعة رجال آخرين كجزء من تحقيقها في الهجوم.
وقد عبّرت العائلات الثكلى عن حزنها العميق على فقدان أحبائهم، مؤكدةً أن الكلمات تعجز عن وصف الألم الذي يعيشونه. وقد بدأت مراسم دفن الضحايا، بما في ذلك أصغر الضحايا سناً.
تداعيات الهجوم وتصعيد الأمن
أثار هذا الحادث موجة من الصدمة والغضب في جميع أنحاء أستراليا، مما دفع إلى دعوات بزيادة الإجراءات الأمنية وتعزيز مكافحة معاداة السامية. تشير التقارير إلى أن السلطات الأسترالية تدرس إعادة تقييم بروتوكولات الأمن في الأماكن العامة وتعزيز التعاون مع المجتمع اليهودي.
الكلمات المفتاحية الثانوية: الهجوم الإرهابي، أمن المجتمع
بالإضافة إلى ذلك، تركز التحقيقات على تحديد دوافع المهاجمين المحتملة وعلاقاتهم، إن وجدت، بمنظمات إرهابية. تؤكد السلطات أنها تتعامل مع الحادث على أنه عمل إرهابي وأنها ملتزمة بتقديم الجناة إلى العدالة.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في الأيام والأسابيع المقبلة، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل تدريجياً. تتركز الأنظار الآن على نتائج التحقيق وتوصياته، فضلاً عن رد فعل الحكومة الأسترالية على تصاعد هذه القضية الحساسة. كما يراقب المراقبون عن كثب التطورات السياسية المحتملة المتعلقة بقرار الاعتراف بدولة فلسطينية وتأثيرها على المشهد السياسي والأمني في أستراليا.






