عند البحث عن أسهم للشراء، غالبًا ما يركز المستثمرون على الشركات المهيمنة والمعروفة، وخاصةً تلك العاملة في قطاع التكنولوجيا المتنامي مثل الذكاء الاصطناعي. تعتبر شركتا آبل وأمازون من بين أبرز هذه الشركات، حيث قدمتا عوائد ممتازة على المدى الطويل وحققتان رسملة سوقية تتجاوز تريليونات الدولارات. يهدف هذا المقال إلى تحليل وتقييم الأسهم لكل من الشركتين لتحديد أي منهما هو الخيار الأفضل للاستثمار في الوقت الحالي.

آبل والذكاء الاصطناعي: تقييم الأداء والاستراتيجيات

واجهت آبل انتقادات في السنوات الأخيرة بسبب نهجها الحذر في تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي. بينما تتسابق الشركات التكنولوجية الكبرى للاستثمار في البنية التحتية والبرمجيات اللازمة لقيادة سوق الذكاء الاصطناعي، تبنت آبل تقليديًا استراتيجية تركز على تقديم أفضل المنتجات بدلًا من أن تكون أول من يطرحها. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال بإمكان آبل الاعتماد على نقاط قوتها الأساسية.

تتمتع آبل بسمعة قوية وعلامة تجارية عالمية مرموقة، وهو ما يمنحها ميزة تنافسية كبيرة. يتميز تصميم منتجاتها بجودته العالية، وتوفر تجربة مستخدم متميزة. بالإضافة إلى ذلك، تساهم شبكة متاجرها بالتجزئة في تعزيز هذه الميزة التنافسية.

نظام آبل البيئي: قوة الاحتكار والولاء

يعتبر نظام آبل البيئي المتكامل أحد أهم عوامل نجاحها. فالتكامل بين الأجهزة والخدمات يجعل العملاء أكثر اعتمادًا على منتجات آبل، ويصعب عليهم الانتقال إلى علامات تجارية أخرى. تحقق آبل أرباحًا كبيرة من الأجهزة، بالإضافة إلى نمو مطرد في قطاع الخدمات.

تتمتع آبل بوضع مالي قوي جدًا، حيث بلغ متوسط هامش الربح الصافي 25.5٪ خلال السنوات الخمس الماضية. كما أنها تحقق تدفقات نقدية حرة كبيرة، وتمتلك ميزانية متينة بقيمة 34 مليار دولار نقداً (اعتبارًا من 27 سبتمبر). وهذا يقلل من المخاطر بالنسبة للمستثمرين.

أمازون والنمو المدفوع بالذكاء الاصطناعي: نظرة على الفرص المستقبلية

في المقابل، تعتبر أمازون من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتخطط للإنفاق 125 مليار دولار على النفقات الرأسمالية هذا العام لتعزيز بنيتها التحتية التكنولوجية. ويعكس هذا الاستثمار القوي الطلب المتزايد من العملاء على المنتجات والخدمات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. وهذا يمثل استثمارًا كبيرًا في الاستثمار في التكنولوجيا.

يظهر هذا النمو بوضوح في قطاع Amazon Web Services (AWS)، الذي شهد زيادة في الإيرادات بنسبة 20٪ على أساس سنوي في الربع الثالث. هذا القطاع المتميز يحقق أيضًا أرباحًا تشغيلية كبيرة، حيث بلغ الدخل التشغيلي خلال الاثني عشر شهرًا الماضية 43.8 مليار دولار.

بالإضافة إلى الحوسبة السحابية، التي من المتوقع أن تصل إلى حجم سوق عالمي يبلغ 2.4 تريليون دولار بحلول عام 2030، تهيمن أمازون على سوق التجارة الإلكترونية. حيث تتم معالجة ما يقرب من 40٪ من جميع معاملات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة على منصتها، مما يمنحها موقعًا استراتيجيًا مع تحول سلوك المستهلكين نحو القنوات الرقمية. كما أن نمو التسويق الرقمي مهم لأمازون.

حققت أمازون مبيعات إعلانات رقمية بقيمة 17.7 مليار دولار في الربع الثالث، مما يمثل محركًا للنمو يحقق أيضًا هوامش ربح عالية. بالإضافة إلى ذلك، لدى أمازون حضور قوي في مجالات الترفيه عبر الإنترنت، والقيادة الذاتية، والرعاية الصحية.

بناءً على هذه العوامل، يبدو أن أمازون في وضع أفضل لتحقيق نمو أسرع في الإيرادات والأرباح مقارنة بآبل. كما أن تقييم أسهم أمازون يبدو أكثر جاذبية، حيث يبلغ نسبة السعر إلى الأرباح 32.1، مقارنة بنسبة 36.6 لآبل.

مع الأخذ في الاعتبار آفاق النمو على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة، يعتبر سهم أمازون هو الخيار الأفضل للاستثمار في الوقت الحالي. من المتوقع أن تشهد أسواق التكنولوجيا تطورات كبيرة، وأن تظل أمازون في طليعة هذه التطورات بفضل استثماراتها الاستراتيجية وابتكاراتها المستمرة.

ملاحظة: يراقب محللو الأسهم عن كثب أداء الشركتين في مجالات الذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية، بالإضافة إلى التطورات التنظيمية والظروف الاقتصادية العامة. من المهم متابعة هذه التطورات لتقييم المخاطر والفرص المحتملة في المستقبل.

شاركها.