تصاعدت المخاوف الدولية بشأن الإعدامات في إيران، حيث أعلنت الأمم المتحدة إدانة قوية لارتفاع عددها. وكشفت مجموعة معارضة إيرانية بارزة عن إعدام 2013 مواطنًا إيرانيًا من قبل السلطات خلال الفترة من بداية العام وحتى منتصف شهر ديسمبر الحالي، مما يضع ضغوطًا إضافية على الحكومة الإيرانية ويثير تساؤلات حول سجلها الحقوقي.

ارتفاع ملحوظ في معدل الإعدامات في إيران

يأتي هذا التقرير الصادر عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (MEK) في أعقاب تقرير سابق للأمم المتحدة وثق إعدام 975 شخصًا خلال عام 2024، وهو الأعلى منذ عام 2015. وتشير تقديرات المجموعة إلى أن عدد الإعدامات هذا العام يتجاوز بكثير تلك المسجلة في عام 2024، ليصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ الثمانينيات.

وتنسب MEK هذا التصاعد إلى عوامل متعددة تشمل التدهور الاقتصادي الحاد، والانخفاض المستمر في قيمة العملة الإيرانية، بالإضافة إلى الاحتجاجات الشعبية المتزايدة والصراعات الداخلية على السلطة. كما تشير إلى تأثير العقوبات الدولية، بما في ذلك ما يعرف بـ “العودة” للعقوبات الأممية، على الوضع العام في البلاد.

أدانت وزارة الخارجية الأمريكية بشدة استمرار إيران في انتهاك حقوق الإنسان، واصفة الإعدامات بأنها أداة قمع سياسي. وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة أن “السلطات الإيرانية تمارس التعذيب والمحاكمات الصورية لإدانة الأبرياء وتنفيذ أحكام الإعدام بحقهم”، معتبرة أن هذه الممارسات تهدف إلى تحميل المدنيين الأضرار الناجمة عن فشل الحكومة في المجالين العسكري والاقتصادي.

ردود فعل دولية وتصعيد الضغوط

وقد أثارت هذه التطورات ردود فعل واسعة النطاق على المستوى الدولي. في العاشر من ديسمبر، دعا البرلمان الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات عالمية ضد إيران بسبب حملتها الإعدامية المتصاعدة. وتحدثت مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أمام البرلمان، محذرة من أن إيران تسعى إلى قمع المعارضة بكل الوسائل.

وشددت رجوي على ضرورة “إخضاع جميع العلاقات مع النظام الإيراني لوقف الإعدامات”، بالإضافة إلى إدراج أعضاء في الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات على “قائمة الإرهابيين”.

في سياق منفصل، سلطت منظمة “فاوونديشن فور ديفينس أوف ديموكراسي” الضوء على الحاجة إلى مزيد من الإجراءات من جانب الولايات المتحدة. وأشار بنام بن طالبلو، المدير التنفيذي لبرنامج إيران في المنظمة، إلى أن الولايات المتحدة “تتخلف عن الركب” مقارنة بالشواهد الغربية الأخرى، مثل كندا التي فرضت عقوبات على أربعة أفراد إيرانيين في ديسمبر الماضي، ردًا على احتجاجات في مدينة مشهد.

ويرى طالبلو أن “عدم اتخاذ إجراءات عملية لدعم الشعب الإيراني يعد بمثابة هدف في مرمى الذات”. وذكر أن إيران “اعتقلت أكثر من 21 ألف شخص” في أعقاب أحداث يونيو، إلى جانب “قمع سياسي أوسع نطاقًا من أي وقت مضى”.

ويشير إلى أن مساعي إيران لإظهار بعض المرونة الاجتماعية، بما في ذلك فيما يتعلق بقوانين الحجاب، هي مجرد محاولة “للحفاظ على موقعها السياسي الأوليغاركي في إيران ما بعد خامنئي”.

من بين المحكوم عليهم بالإعدام، تبرز قضية زهرة طباري، وهي مهندسة وأم تبلغ من العمر 67 عامًا، والتي تقول MEK إنها حُكم عليها بالإعدام بعد محاكمة صورية لم تستغرق سوى 10 دقائق، ودون تمثيل قانوني تختاره. وقد ألقت السلطات القبض على طباري بسبب حملها لافتة كتب عليها “المرأة، المقاومة، الحرية”.

وتضاعف عدد حالات الإعدام في إيران منذ أكتوبر. وفي ذلك الوقت، ذكر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن إيران كانت “تعدم ما يصل إلى تسعة سجناء يوميًا”، واصفًا ذلك بأنه “حملة إعدام غير مسبوقة”. وردًا على ذلك، شن السجناء المحكوم عليهم بالإعدام إضرابًا عن الطعام.

لم يصدر رد رسمي من بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على هذا التقرير حتى الآن. من المتوقع أن تستمر الضغوط الدولية على إيران في أعقاب هذه التطورات، مع التركيز على ضرورة احترام حقوق الإنسان ووقف حملة الإعدامات. ويجب مراقبة رد فعل الحكومة الإيرانية على هذه الانتقادات، وما إذا كانت ستتخذ أي خطوات لتهدئة التوترات أو تحسين سجلها الحقوقي.

شاركها.