تعتبر المانجو من أكثر الفواكه شعبية وانتشارًا حول العالم، بل وتلقّب بـ”ملكة الفواكه” لما تمتاز به من طعمٍ لذيذ، وقيمة غذائية عالية، وتنوع كبير في أصنافها، ومع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وتصبح المانجو خيارًا مفضلًا لدى الكثيرين لما توفره من ترطيب وانتعاش طبيعي، لكن يثار جدلٌ واسع حول توقيت تناولها، خاصةً في ساعات الليل، وهو ما سنرصده في السطور التالية وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف انديا”.

هل المانجو ترفع حرارة الجسم؟

من الشائع بين الناس أن المانجو تُعتبر “حارة” بطبيعتها، ويزعم البعض أنها ترفع حرارة الجسم، وتزيد من خطر الإصابة بحب الشباب أو الأرق، خاصةً عند تناولها في وقت متأخر من اليوم، وتعود هذه المخاوف إلى كون المانجو غنية بالسكريات الطبيعية مثل الفركتوز والجلوكوز، مما يعطيها طاقة حرارية مرتفعة نسبيًا، وعند الإفراط في تناولها، خصوصًا بعد وجبة دسمة أو حارة، قد تؤدي بالفعل إلى اضطرابات مثل العطش الزائد أو الإسهال أو حتى الأرق لدى بعض الأفراد.

لا قاعدة ثابتة… الكمية هي الفاصل

على الرغم من هذه المخاوف، يشير تقرير موقع “Times of India” إلى أنه لا يوجد ما يمنع تناول المانجو ليلًا، إذ لا يمتلك الجسم “ساعة داخلية” تُحدد توقيتًا مثاليًا لأكل الفاكهة، المهم فعليًا هو الكمية التي يتم تناولها، ونوعية الطعام الذي يُرافقها. فعلى سبيل المثال، إذا تناولت وجبة عشاء ثقيلة وتبعتها بحبتين كبيرتين من المانجو، فمن المؤكد أن جهازك الهضمي سيتعرض لضغط كبير، أما في حال تناول وجبة خفيفة مع بضع شرائح من المانجو، فقد يكون لذلك أثر إيجابي.

فوائد المانجو في الليل

بعيدًا عن المخاوف، تحتوي المانجو على العديد من العناصر الغذائية المفيدة، مثل فيتامين C، الذي يساعد على امتصاص الحديد، والألياف التي تدعم عملية الهضم، كما أن السكريات الطبيعية الموجودة بها قد تُحسن من الحالة المزاجية وتُشعر بالاسترخاء.

الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن المانجو تحتوي على التربتوفان، وهو حمض أميني يستخدمه الجسم لإنتاج السيروتونين، المادة التي تساهم في تحسين المزاج وتنظيم النوم، قد يكون لتناول المانجو ليلًا أثر مهدئ ومفيد، خاصة في ليالي الصيف الحارة، حيث تساعد أيضًا على ترطيب الجسم وتعويض السوائل المفقودة.

حيلة تقليدية: نقع المانجو في الماء

ومن الطرق التقليدية التي يعتمدها البعض لجعل تناول المانجو ليلاً أكثر راحة، هي نقعها في الماء لفترة قصيرة قبل تقطيعها، ويُقال إن هذه الطريقة تُخفف من “حرارة” المانجو وتُقلل من فرص حدوث الانتفاخ أو الاضطرابات الهضمية.

ورغم أن هذه الحيلة لم تُثبت علميًا، إلا أن كثيرًا من محبي المانجو يثقون بها ويعتمدونها كإجراء وقائي بسيط.

الاعتدال هو المفتاح

في النهاية، المانجو فاكهة لذيذة ومغذية، وتناولها ليلًا ليس بالأمر الضار في حد ذاته.

ولكن كما هو الحال مع معظم الأطعمة، الاعتدال هو الأساس، فالإفراط في تناولها قد يُرهق الجسم، خاصةً لمن يعانون من مشاكل في مستويات السكر أو لديهم حساسية تجاه الفاكهة الغنية بالسكريات.

شاركها.