أعلن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، عن تطوير شامل في المناهج الدراسية المصرية، يهدف إلى مواكبة التطورات العالمية وتعزيز مهارات الطلاب في مختلف المجالات. ويشمل هذا التطوير مراجعة كاملة للمواد التعليمية من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، مع التركيز على دمج التكنولوجيا والمهارات المستقبلية في العملية التعليمية.

جاء هذا الإعلان خلال اجتماع موسع للوزير مع شركاء التنمية من المؤسسات الوطنية والدولية، حيث تم استعراض الإنجازات الأخيرة في قطاع التعليم ومناقشة خطط الوزارة للعام 2026. وأكد عبد اللطيف على أهمية التعاون مع هذه الشراكات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر.

تطوير شامل للمناهج الدراسية المصرية

أشار الوزير إلى أن التطوير الجديد للمناهج يمثل الأضخم في تاريخ الوزارة، ويتضمن إصلاحًا كاملاً لمناهج اللغة الإنجليزية واللغة العربية والدراسات الاجتماعية، بدءًا من مرحلة رياض الأطفال وصولًا إلى الصف الثاني الثانوي. يهدف هذا الإصلاح إلى تحسين مستوى الطلاب في هذه المواد الأساسية وتزويدهم بالمهارات اللازمة للنجاح في مراحل التعليم العالية.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم تطبيق منهجية يابانية منظمة في تدريس الرياضيات، والتي تركز على الفهم العميق للمفاهيم الرياضية وتطبيقها في الحياة العملية. كما تعمل الوزارة على توحيد أطر تعلم اللغة الإنجليزية وفقًا للإطار الأوروبي المرجعي (CEFR)، مما يضمن تقييمًا موحدًا لمستوى الطلاب في اللغة الإنجليزية.

تعزيز التعليم الفني والمهني

لم يقتصر التطوير على المناهج الأساسية، بل امتد ليشمل تعزيز مسارات التعليم الفني. أكد الوزير على توفير مجموعات متكاملة للغة الإنجليزية للطلاب في القطاعات الصناعية والزراعية والفندقية والتجارية، بهدف إعدادهم لسوق العمل وتلبية احتياجاته المتزايدة. هذا التوجه يتماشى مع رؤية الدولة المصرية لزيادة الاعتماد على الصناعة والابتكار.

دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة

أولى الوزير اهتمامًا خاصًا بدمج الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في النظام التعليمي. وأشار إلى اتخاذ خطوات متسارعة لضمان حصول هؤلاء الطلاب على تعليم عالي الجودة دون أي تمييز، وتوفير الدعم اللازم لهم لتحقيق أقصى إمكاناتهم. هذا يعكس التزام مصر بتوفير فرص متساوية للجميع.

التركيز على مهارات المستقبل

أكد عبد اللطيف على أهمية دمج مهارات البرمجة والذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، وذلك إيمانًا بأهمية هذه المهارات في عالم العمل المتغير. وقد أطلقت الوزارة منصة “كيريو” كأداة رقمية متقدمة لدعم تعلم هذه المهارات، حيث سجل فيها حوالي 750 ألف طالب، وأكمل 236 ألف طالب المحتوى التعليمي المتاح. هذا يدل على اهتمام الطلاب المتزايد بهذه المجالات.

ولم يغفل التطوير عن الجانب التدريبي للمعلمين، حيث تم توفير برامج تدريبية مكثفة لهم لتمكينهم من استخدام أحدث أساليب التعليم التكنولوجي. يهدف هذا إلى إعداد جيل جديد من المعلمين القادرين على مواكبة التطورات في مجال التعليم وتلبية احتياجات الطلاب في العصر الرقمي. تعتبر المنصة التعليمية “كيريو” جزءًا من هذه الجهود.

بالإضافة إلى ذلك، يركز التطوير على تحسين جودة التعليم الثانوي، وذلك من خلال مراجعة المناهج وتطوير أساليب التقييم. يهدف هذا إلى إعداد الطلاب بشكل أفضل للالتحاق بالجامعات والمؤسسات التعليمية العليا.

من المتوقع أن تعلن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن تفاصيل إضافية حول خططها للعام 2026 في الأشهر القادمة، بما في ذلك المواعيد النهائية لتطبيق المناهج الجديدة وتوفير التدريب اللازم للمعلمين. سيراقب المراقبون عن كثب مدى نجاح هذه الإصلاحات في تحسين مستوى التعليم في مصر وتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة. كما سيتم تقييم أثر هذه التغييرات على أداء الطلاب في الامتحانات الرسمية.

شاركها.