ارتفعت الأسهم الآسيوية، مع اقتراب مؤشر “MSCI” الإقليمي من مستوى قياسي، بعدما عززت بيانات التضخم والبطالة الأميركية التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

صعدت مؤشرات الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وهونغ كونغ، في حين كان الأداء متبايناً في الأسهم الصينية المحلية. وقادت شركات صناعة الرقائق، مثل “إس كيه هينكس” (SK Hynix) و”سامسونغ إلكترونيكس” وشركة “تايوان سيمي كوندكتور مانوفكتشورينغ” (TSMC)، المكاسب في تعاملات الجمعة.

ارتفع مؤشر “MSCI” لأسهم المنطقة بأكثر من 20% منذ بداية العام، وبات يبعد 0.3% فقط عن أعلى مستوى سجله في 2021. وجاءت هذه المكاسب بعد أن سجّل مؤشر “إس آند بي 500″، و”ناسداك 100″، والمؤشر العالمي لـ “MSCI” مستويات قياسية جديدة يوم الخميس.

الأسهم الآسيوية تواصل الصعود

قال كريس ويستون، رئيس الأبحاث في مجموعة “بيبرستون” (Pepperstone Group) بملبورن: “الأسهم الآسيوية كانت مؤهلة بالفعل الصعود. فمؤشر (نيكاي 225) يندفع بقوة صعوداً، وقد يكسر مستوى 45 ألف نقطة قريباً”.

اقرأ أيضاً: مدخرات الأسر وصغار المستثمرين وقود رالي الأسهم الصينية

أظهرت بيانات التضخم الأميركية الصادرة الخميس ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (الذي يستثني عناصر الغذاء والطاقة) بنسبة 0.3% في أغسطس، بما يتماشى مع توقعات الاقتصاديين. كما ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية لأعلى مستوى منذ نحو أربع سنوات، مما عزز رهانات خفض أسعار الفائدة في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر يومي 16 و17 سبتمبر.

وفي هونغ كونغ، قفزت أسهم “علي بابا” بنسبة 7.3% بعد أن ارتفعت شهادات الإيداع الأميركية للشركة 8% يوم الخميس، بدعم التفاؤل بشأن خططها لتعزيز ميزانية البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

أداء أسواق السندات

تراجعت سندات الخزانة الأميركية في آسيا بعد صعودها الخميس بفعل البيانات الاقتصادية الأميركية. وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار 0.1%، لكنه مع ذلك يتجه إلى أكبر خسارة أسبوعية في شهر.

اقرأ أيضاً: اليابان تنضم إلى موجة بيع السندات العالمية.. والأسهم الآسيوية تتراجع

وفي آسيا، من المقرر صدور بيانات الإنتاج الصناعي في اليابان والتضخم في الهند، بينما قد تُعلن الصين بيانات إمدادات النقود والقروض الجديدة في أي وقت من الآن وحتى 15 سبتمبر.

على صعيد متصل، قالت “هيونداي موتور” إن مصنع البطاريات الذي داهمته السلطات الأميركية بسبب قضايا تتعلق بالعمالة سيشهد تأخيرات نتيجة نقص الأيدي العاملة.

أسواق السلع اليوم

تراجع النفط لليوم الثاني على التوالي بعد أن توقعت وكالة الطاقة الدولية فائضاً أكبر في الإمدادات العام المقبل، وهو ما طغى على المخاوف من التوترات الجيوسياسية العالمية. فيما يتجه الذهب لتحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي.

ما يقوله خبراء بلومبرغ:

ترى محللة الأسواق ماري نيكولا أن “أصول الأسواق الناشئة مؤهلة لتمديد مكاسبها بعدما مهدت بيانات الأسعار الطريق للفيدرالي لتبني سياسة تيسير نقدي خلال الأسبوع المقبل وربما حتى نهاية العام، وهو ما يضغط على العوائد قصيرة الأجل ويضعف الدولار، في مزيجٍ يرحب به المتداولون في هذه الأسواق، بينما تبقى توقعات الركود ضعيفة”.

وعلى صعيد الشركات الأميركية، ارتفعت أسهم “مايكروسوفت” في تداولات ما بعد السوق عقب إعلانها التوصل إلى اتفاق مع “أوبن إيه آي”، كما صعدت أسهم “أدوبي” (Adobe) بعد أن قدمت توقعات قوية لإيراداتها الفصلية”.

اقرأ أيضاً: شركات التكنولوجيا تقود ارتفاع الأسهم الأميركية وسط ترقب خفض الفائدة

توقعات الأسواق

مع تباطؤ سوق العمل الأميركية، باتت الأسواق تتوقع اتباع مسار أكثر قوة لتيسير السياسة النقدية، حيث تشير عقود المبادلة إلى أن المتعاملين يتوقعون ما يعادل خفضين أو ثلاثة بمقدار ربع نقطة مئوية حتى نهاية العام.

وقالت إيلين زينتنر المحللة في إدارة الثروات ببنك “مورغان ستانلي”: “التضخم لم يعد في بؤرة اهتمام المستثمرين، وإنما سوق العمل هو نقطة التركيز الرئيسية. قد يبدو أن بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (التي ظهرت أمس) وكأنه يخفف من أثر بيانات مؤشر أسعار المنتجين (التي ظهرت قبله)، لكنه لم يكن مرتفعاً بما يكفي ليصرف انتباه الاحتياطي الفيدرالي عن صورة تباطؤ سوق العمل. وهذا يُترجم إلى خفض للفائدة الأسبوع المقبل، وعلى الأرجح، مزيد من الخفض لاحقاً”.

شاركها.