فاز ناصري أسفورا في الانتخابات الرئاسية في هندوراس لعام 2025، محققًا بذلك انتصارًا للحزب الوطني الهندوراسي (PNH) ذي التوجهات اليمينية المعتدلة، ومغيرًا بذلك المشهد السياسي في أمريكا الوسطى. وقد جاء هذا الفوز بعد تأخير في عملية فرز الأصوات لعدة أيام بسبب أعطال فنية وادعاءات بالتلاعب في التصويت من قبل المرشحين الآخرين. وتأتي هذه النتيجة في ظل متابعة دولية دقيقة للعملية الانتخابية في هندوراس.
حصل أسفورا على 40.3٪ من الأصوات مقابل 39.5٪ للمرشح عن الحزب الليبرالي، سالفادور نصرالله، وفقًا للنتائج الرسمية. وجاءت ريكسي مونكادا، مرشحة الحزب الحاكم LIBRE، في المركز الثالث بفارق كبير. وقد استدعت النتائج المتقاربة للغاية الحاجة إلى فرز يدوي لحوالي 15٪ من أوراق الاقتراع، والتي تمثل مئات الآلاف من الأصوات، لتحديد الفائز النهائي.
الانتخابات الهندسية: فوز أسفورا وتحديات الانتقال
على الرغم من الخلافات حول الفارق الضئيل في الأصوات، أقرّ عضوان في المجلس الانتخابي ونائب واحد بالنتائج. بينما لم يكن العضو الثالث في المجلس، مارلون أوتشا، حاضرًا خلال إعلان الفائز. وأثار هذا الأمر جدلاً واسعًا حول شفافية العملية الانتخابية.
وعقب إعلان النتائج، صرّح أسفورا عبر منصة X قائلاً: “هندوراس: أنا مستعد للحكم. لن أخيب ظنكم.” في المقابل، رفض رئيس الكونغرس الهندوراسي النتائج واصفًا إياها بـ “الانقلاب الانتخابي”. وقال لويس ريدوندو، رئيس الكونغرس عن حزب LIBRE، عبر X: “هذا خارج نطاق القانون تمامًا. ليس له قيمة.”
وقد هنأ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أسفورا على منصة X، معربًا عن تطلع الولايات المتحدة إلى العمل مع إدارته لتعزيز الازدهار والأمن في المنطقة. هذا الدعم الأمريكي يأتي في سياق العلاقات المعقدة بين هندوراس والولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة ومكافحة المخدرات.
الخلافات والاتهامات بالتلاعب
في البداية، أظهرت النتائج الأولية تقدمًا طفيفًا لأسفورا، حيث حصل على 41٪ من الأصوات مقابل حوالي 39٪ لنصرالله. لكن موقع الويب المخصص لمشاركة نتائج التصويت مع الجمهور واجه مشاكل فنية وتعطل، مما زاد من الشكوك حول العملية.
مع تقارب عدد الأصوات بين المرشحين بفارق 515 صوتًا فقط، شارك الرئيس السابق دونالد ترامب منشورًا على منصة Truth Social، معربًا عن قلقه بشأن محاولات تغيير نتائج الانتخابات. وكتب ترامب: “يبدو أن هندوراس تحاول تغيير نتائج انتخاباتهم الرئاسية. إذا فعلوا ذلك، ستكون هناك عواقب وخيمة!”
وفي وقت لاحق، اتهم نصرالله بوجود تلاعب في البيانات، زاعمًا أن خوارزمية مماثلة لتلك المستخدمة في عام 2013 قامت بتحويل أكثر من مليون صوت من حزبه إلى أسفورا. وقد دعا إلى إجراء تحقيق شامل في هذه الادعاءات. هذه الاتهامات تثير تساؤلات حول نزاهة الانتخابات وسلامة النظام الانتخابي في هندوراس.
يُعرف أسفورا، الذي لُقب بـ “تيتو”، بأنه رئيس بلدية سابقة لتيغوسيغالبا، وقد دخل السباق الانتخابي بسمعة طيبة في مجال القيادة والتركيز على البنية التحتية والنظام العام والكفاءة. وقد ساهم تأييد ترامب له في تعزيز مكانته في السباق الانتخابي.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن ترامب عن نيته منح العفو لرئيس هندوراس السابق خوان أورلاندو هيرنانديز، الذي يقضي حاليًا حكماً بالسجن لمدة 45 عامًا بتهمة التورط في تهريب المخدرات. هذا الإعلان أثار جدلاً واسعًا وانتقادات من قبل العديد من الأطراف، بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان.
في المقابل، ركز نصرالله، وهو شخصية تلفزيونية بارزة تحولت إلى سياسي، على مكافحة الفساد في هندوراس. بينما دعت مونكادا، المحامية والمالية البارزة، إلى إصلاح المؤسسات والعدالة الاجتماعية.
الآن، وبعد إعلان فوز ناصري أسفورا، يتوقع أن يبدأ إجراءات الانتقال للسلطة. ومع ذلك، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بسبب الاعتراضات على النتائج والاتهامات بالتلاعب. من المتوقع أن يشهد الأيام القادمة المزيد من التطورات القانونية والسياسية، بما في ذلك احتمال الطعن في النتائج أمام المحكمة الدستورية.
من المهم متابعة ردود الفعل المحلية والدولية على هذه النتائج، وكذلك التطورات المتعلقة بالتحقيقات في ادعاءات التلاعب. ستكون هذه التطورات حاسمة في تحديد مستقبل هندوراس وعلاقاتها مع المجتمع الدولي.






