أنهت أسعار النفط جلسة الثلاثاء عند أعلى مستوياتها في أكثر من شهر، بعدما كرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة قد تفرض رسوماً إضافية على روسيا، ما لم تتوصل إلى هدنة مع أوكرانيا، الأمر الذي أثار قلقاً من شح في الإمدادات.
استقر خام “غرب تكساس” الوسيط عند 69.21 دولار للبرميل، بينما أغلق خام “برنت” فوق 72 دولاراً، ليسجلا أعلى مستوياتهما منذ يونيو.
في حديثه للصحفيين على متن طائرة “إير فورس وان” الثلاثاء، حذّر ترمب من احتمال فرض عقوبات ثانوية إذا فشلت موسكو في التوصل إلى وقف إطلاق نار خلال عشرة أيام.
وعند سؤاله إن كان قلقاً من تأثير العقوبات الإضافية على سوق النفط، قال ترمب إنه غير قلق، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن ترفع إنتاجها. وقال: “لا أقلق من ذلك. لدينا الكثير من النفط في بلدنا. سنرفع الإنتاج، أكثر وأكثر”.
تحوّل في خيارات السوق
هذا الأسبوع، ارتفعت قيمة خيارات الشراء على خام “برنت” مقارنة بخيارات البيع للمرة الأولى منذ أسبوعين، ما يشير إلى أن التفاؤل يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد تحركات الأسعار الظاهرة.
وقال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في شركة “بي أو كي فاينانشيال سيكيوريتيز” (BOK Financial Securities) إن “المهلة الجديدة فاجأت الكثير من المحللين، وإذا تم تنفيذها، فقد تؤدي إلى تقليص إمدادات الخام والوقود الروسية إلى السوق العالمية”.
في وقت سابق من الثلاثاء، أوضح الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من غير المرجح أن يغيّر موقفه، بعدما أخذ علماً بتهديد ترمب.
ويأتي تحذير ترمب بعد جولة جديدة من العقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا، شملت شركة “نايارا إنرجي” الهندية، التي خفّضت معدلات المعالجة في أحد مصافيها نتيجة لتلك الإجراءات.
كما تتابع الأسواق العالمية عن كثب المهلة الأميركية لإبرام اتفاقات تجارية بحلول 1 أغسطس، إضافة إلى الاجتماع المرتقب لتحالف “أوبك+” الذي سيحدد سياسة الإمدادات لشهر سبتمبر.
كانت أسعار النفط قد بدأت في الارتفاع يوم الثلاثاء قبل تصريحات ترمب بشأن روسيا، مع توجه المتداولين نحو الأصول المحفوفة بالمخاطر.
وواصلت أسواق الأسهم مكاسبها لتسجل مستويات قياسية جديدة في وقت سابق من الجلسة، كما ارتفعت ثقة المستهلك الأميركي أكثر من المتوقع.
كما دفعت الموجة الجديدة من الارتفاعات العقود الآجلة لخام “غرب تكساس” إلى تجاوز متوسطها المتحرك لـ200 يوم عند حوالي 68.17 دولار للبرميل، ما حفّز موجة من عمليات الشراء الفنية قبيل إغلاق السوق.
وأظهرت بيانات من “مجموعة بريدجتون للأبحاث” (Bridgeton Research Group) أن مستشاري تداول السلع، الذين يمكنهم تسريع زخم الأسعار، عززوا مراكزهم الصعودية ليصل صافي مراكز الشراء في خام “غرب تكساس” إلى 55%، مقارنة بـ18% صافي بيع في 28 يوليو.
موسم الصيف يعزز الزخم
تتجه أسعار الخام لتحقيق ثالث مكاسب شهرية متتالية، وسط مؤشرات على نقص المخزونات في بعض المناطق، وارتفاع الطلب خلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي، وهو موسم الذروة في الاستهلاك.
ومع ذلك، فإن السوق تسير نحو تخمة محتملة في المعروض بحلول نهاية العام، مع استمرار زيادة الإمدادات.