ارتفعت أسعار النفط معززة مكاسب الأسبوع الماضي، بعدما ساعد تجاوز مؤشرات فنية رئيسية على تمديد موجة صعود بدأت مع إشارات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيستأنف خفض أسعار الفائدة.
صعد خام “غرب تكساس” الوسيط 1.8% ليقترب من 65 دولاراً للبرميل، مسجلاً أعلى إغلاق في ثلاثة أسابيع، فيما أغلق “برنت” قرب 69 دولاراً للبرميل.
وكان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أشار في خطاب الجمعة، إلى أن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر في سبتمبر. عززت هذه التصريحات عقود الخام الآجلة، وسط توقعات بأن يؤدي خفض الفائدة إلى تنشيط الاقتصاد الأميركي وزيادة الطلب على النفط.
كما حفز اختراق خام “غرب تكساس” لمتوسطه المتحرك لـ100 يوم، عند نحو 64.45 دولار، بعض عمليات الشراء من المتداولين المعتمدين على الخوارزميات.
هجمات أوكرانيا على البنية التحتية للطاقة الروسية
في سياق متصل، شنّت أوكرانيا هجوماً ليلياً على ميناء أوست-لوغا الروسي المطل على بحر البلطيق، في أحدث سلسلة من الضربات التي استهدفت البنية التحتية للطاقة. وقد هاجمت أوكرانيا 8 مصافٍ روسية منذ بداية الشهر، ما أثار مخاوف من تفاقم شح إمدادات الوقود في الأسواق.
مع ذلك، تبقى المعنويات على المدى الطويل فاترة. فقد خفّض مديرو الأموال رهاناتهم الصعودية على النفط إلى أدنى مستوى في نحو 17 عاماً، بعدما توقعت اثنتان من أبرز وكالات الطاقة العالمية أن المخزونات تتجه نحو فائض العام المقبل.
عوامل متعددة تضغط على الأسعار
يتداول الخام في نطاق ضيق منذ أوائل أغسطس، إذ يحاول المتعاملون الموازنة بين توقعات سلبية طويلة الأجل، وعدة عوامل جيوسياسية داعمة محتملة على المدى القصير.
وهدّدت الولايات المتحدة بمضاعفة الرسوم الجمركية على جميع الواردات من الهند إلى 50%، رداً على مشترياتها من النفط الروسي. ورغم أن العقوبة ستدخل حيّز التنفيذ الأربعاء، أكد دبلوماسيون هنود أن المصافي المحلية ستواصل شراء الخام من موسكو.
تراجعت أسعار العقود الآجلة للخام بنحو 10% منذ بداية العام، في وقت قرر تحالف “أوبك+” إنهاء التخفيضات الطوعية. جميع هذه العوامل أثارت مخاوف من تخمة محتملة في المعروض خلال هذه السنة.
تتداول عقود “برنت” الآجلة حالياً بخصم نادر مقارنةً بنظيرتها الإقليمية في دبي، وهو تحول قد يزيد المخاوف من فائض متنامٍ.
هذا التغير، الذي استغرق أشهراً ليتشكل، يعكس إشارات إلى أن توازنات العرض والطلب في حوض الأطلسي، حيث تُسعّر العقود إلى حد كبير، تضعف مقارنة بالشرق الأوسط، رغم إضافة “أوبك+” ملايين البراميل يومياً إلى الإنتاج.
انخفضت أحجام التداول في عقود “برنت” الآجلة يوم الإثنين دون متوسطها اليومي، مع غياب بعض المتعاملين بسبب عطلة عامة في المملكة المتحدة.