صعدت أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي مع ترقّب المستثمرين لخطوات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المقبلة لمعاقبة روسيا على حربها المستمرة في أوكرانيا، ما أثار مخاوف بشأن إمدادات الخام من المنطقة.
ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط 1.7% لتتم تسويته دون مستوى 64 دولاراً للبرميل، مسجلاً أعلى سعر تسوية في أسبوع. وشهدت السلعة رد فعل سريعاً بعد أن تسائل دونالد ترمب، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، حول انتهاك روسيا المجال الجوي لبولندا. الجملة الثانية في المنشور (“ها نحن ذا!”) دفعت المتعاملين إلى تغطية المراكز المكشوفة تحسباً لإقدام الرئيس الأميركي قريباً على فرض عقوبات على الطاقة الروسية.
قالت ريبيكا بابين، كبيرة متداولي الطاقة لدى “سي آي بي سي برايفت ويلث غروب” (CIBC Private Wealth Group): “القراءة المنطقية هي أن العلاقات بين ترمب وبوتين تسوء بدلاً من أن تتحسن، ما يزيد من احتمالات حدوث نوع من الرد”.
اقرأ المزيد: بولندا تستنجد بالناتو عقب هجمات روسية.. وتؤكد “عمل عدائي”
يأتي هذا المنشور بعد أن قال ترمب لمسؤولي الاتحاد الأوروبي إنه مستعد لإضافة رسوم جمركية جديدة على الهند والصين، أكبر مستوردي الخام الروسي، في محاولة لدفع موسكو إلى التفاوض مع أوكرانيا، ولكن فقط إذا انضمت دول الاتحاد الأوروبي إلى هذه الخطوة.
كما يقيّم متعاملو النفط التداعيات الناجمة عن الضربة الإسرائيلية في الدوحة وتوقعات أسعار الفائدة الأميركية.
تراجع مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة على نحو غير متوقع، ما يعزز احتمالات خفض الاحتياطي الفيدرالي لتكاليف الاقتراض، وهو ما قد يدعم الطلب على الطاقة.
بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأميركيين تدعم خفض الفائدة
في الأثناء، شنّت إسرائيل هجمات على قواعد عسكرية في اليمن تتمركز فيها عناصر لجماعة الحوثي، وذلك بعد يوم من استهدافها قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء. وتُهدّد هذه التحركات بنسف الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط. وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها الكاملة عن الضربة، بينما نأى ترمب بنفسه عنها.
قوى متضاربة
يتحرك سعر النفط الأميركي بين 62 و67 دولاراً للبرميل منذ أكثر من شهر، مع ترقّب فائض في المعروض بحلول نهاية 2025. ومع ذلك، فقد أعادت الاضطرابات في بولندا وقطر إشعال المخاوف من تصعيد الصراعات، ما أعاد علاوة المخاطر الجيوسياسية إلى أسعار الخام.
أغلق الفارق الفوري لخام غرب تكساس، الفرق بين عقديه الأقرب استحقاقاً، عند أضعف مستوياته منذ أبريل يوم الثلاثاء، ما يعكس تراجعاً في السوق المحلية. وأظهر تقرير حكومي أميركي صدر الأربعاء أن مخزونات الخام ارتفعت بمقدار 3.9 مليون برميل، بزيادة كبيرة عن التوقعات، كما ارتفعت مخزونات المنتجات النفطية.
في المقابل، شهدت أسواق الخيارات ارتفاعاً طفيفاً في تكلفة عقود الشراء المراهنة على الصعود. وعادة ما تظهر آثار فترات المخاطر الجيوسياسية المرتفعة بشكل أوضح في أسواق الخيارات.
قال مات سميث، كبير محللي النفط للأميركتين لدى شركة البيانات “كيبلر”: “من المتوقع أن ترتفع صادرات الخام الأميركية في الأسابيع المقبلة، بينما تبدأ معدلات تشغيل المصافي تراجعها الموسمي”.