لم تشهد أسعار النفط تغيراً كبيراً في تعاملات محدودة عشية عيد الميلاد، حيث يواصل المستثمرون تقييم تأثير التوترات الجيوسياسية المتزايدة وتوقعات استمرار الفائض في المعروض العالمي. تظل أسواق الطاقة في حالة ترقب مع نهاية العام، مع التركيز على التطورات في فنزويلا وروسيا وتأثيرها المحتمل على الإمدادات.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بشكل طفيف، بينما استقرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط قرب 58 دولاراً للبرميل. يأتي هذا في ظل حجم تداول منخفض بشكل ملحوظ بسبب عطلة عيد الميلاد، مما يحد من التقلبات الكبيرة في الأسعار. تترقب الأسواق أيضاً البيانات الاقتصادية الأمريكية المقبلة التي قد تؤثر على الطلب العالمي على النفط.

حصار النفط الفنزويلي وتأثيره على الأسواق

تواصل الولايات المتحدة تشديد حصارها على صادرات النفط الفنزويلية، في محاولة للإطاحة بنظام الرئيس نيكولاس مادورو. وقامت واشنطن بمحاولة استعادة ناقلات نفط إضافية قبالة سواحل فنزويلا، بعد أن غادرت بالفعل ست ناقلات أخرى محملة بالنفط الخام. تهدف هذه الإجراءات إلى تقليل الإيرادات النفطية التي تدعم الحكومة الفنزويلية.

يقول محللون إن هذه الاضطرابات في منطقة الكاريبي قد تؤدي إلى تأخير الإمدادات، مما قد يدعم أسعار النفط على المدى القصير. ومع ذلك، فإن التأثير الإجمالي على المعروض العالمي لا يزال محدوداً حتى الآن. تعتمد فنزويلا بشكل متزايد على أسطول “الظل” من السفن لتجاوز العقوبات، مما يجعل تتبع تدفقات النفط أكثر صعوبة.

تراكم النفط الروسي في البحر

بالتوازي مع التوترات في فنزويلا، يشهد البحر تراكمًا ملحوظًا في كميات النفط الخام الروسي. وقد زادت هذه الكميات بنسبة 48% منذ نهاية أغسطس، مما يعكس صعوبات في إيجاد مشترين بسبب العقوبات الغربية. يثير هذا الوضع مخاوف لدى شركات الشحن ومشتري النفط الروسي من استهداف شحناتهم أيضًا.

قد يؤدي تراكم النفط الروسي إلى زيادة الضغط على الأسعار في حالة عدم وجود مشترين كافيين. ومع ذلك، فإن روسيا تسعى بنشاط إلى إيجاد أسواق جديدة لبيع نفطها، بما في ذلك آسيا. تعتبر الهند والصين من بين أكبر المستوردين للنفط الروسي في الوقت الحالي.

توقعات فائض المعروض وتأثيرها على أسعار النفط

على الرغم من المخاوف الجيوسياسية، تتجه أسعار النفط نحو تسجيل أكبر انخفاض سنوي لها منذ عام 2020. يتوقع معظم المحللين وجود فائض في المعروض العالمي العام المقبل، بعد زيادة الإنتاج من قبل دول أوبك+ وخارجها. يساهم هذا الفائض في الضغط على الأسعار، على الرغم من الاضطرابات المحتملة في فنزويلا وروسيا.

أظهرت بيانات قطاع الطاقة في الولايات المتحدة زيادة في مخزونات النفط الخام والبنزين والمشتقات النفطية الأسبوع الماضي. ومن المقرر صدور البيانات الرسمية في 29 ديسمبر، بعد تأجيلها. يعكس هذا الارتفاع في المخزونات ضعف الطلب المحلي على النفط.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أسعار النفط تتأثر أيضاً بتطورات الاقتصاد العالمي. تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وأوروبا قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط، مما يزيد من الضغط على الأسعار. تراقب الأسواق عن كثب المؤشرات الاقتصادية الرئيسية لتقييم تأثيرها المحتمل على الطلب على الطاقة.

في الختام، من المتوقع أن تستمر أسواق النفط في التذبذب في الفترة المقبلة، مع استمرار تأثير العوامل الجيوسياسية والاقتصادية. سيراقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية الأمريكية والصينية، بالإضافة إلى أي تطورات جديدة في فنزويلا وروسيا. من المقرر أن يجتمع تحالف أوبك+ في بداية العام الجديد لمناقشة مستويات الإنتاج، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على أسعار النفط.

شاركها.