استقرت أسعار النفط بشكل ملحوظ في الأسواق العالمية، مع ترقب المستثمرين التطورات الجيوسياسية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى الاستعدادات لاجتماع مجموعة “أوبك+” المرتقب في نهاية الأسبوع. يأتي هذا في ظل تقييم دقيق للآفاق الدبلوماسية المحتملة وتأثيرها على الإمدادات العالمية.

تداول خام برنت حول مستوى 63 دولارًا للبرميل، مسجلًا ارتفاعًا طفيفًا خلال الأسبوع الحالي، على الرغم من ضعف حجم التداول بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة. يعكس هذا التذبذب الحذر الذي يسيطر على السوق، في انتظار وضوح الرؤية بشأن مستقبل الإمدادات الروسية.

أسعار النفط وتأثير المفاوضات الأوكرانية

أعرب العديد من المحللين والمتداولين عن شكوكهم في إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين روسيا وأوكرانيا، أو على الأقل في سرعة تأثير أي اتفاق محتمل على زيادة إمدادات النفط الروسية إلى الأسواق العالمية. تشير استطلاعات الرأي التي أجرتها بلومبرغ إلى أن غالبية المستثمرين لا يتوقعون تغييرات جذرية في المدى القصير.

صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يرى في الخطة الأمريكية أساسًا محتملًا لاتفاق، لكنه أكد على وجود نقاط خلاف تحتاج إلى مزيد من النقاش. هذا التصريح يعكس التعقيدات المستمرة في العملية التفاوضية.

توقعات بزيادة المعروض وتقلبات الأسعار

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه أسعار النفط ضغوطًا لتسجيل رابع انخفاض شهري لها على التوالي في نوفمبر، وهي أطول سلسلة خسائر منذ عام 2023. يعزى هذا الانخفاض إلى توقعات بوجود فائض في المعروض العالمي، حيث يتجاوز الإنتاج الطلب.

وفقًا لمحللين في بنك باركليز، فإن الآمال في التوصل إلى وقف إطلاق نار محتمل بين روسيا وأوكرانيا قد خففت من المخاوف بشأن الإمدادات، خاصةً في ظل العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة على بعض المنتجين الروس. ومع ذلك، يرى البنك أن أي اختراق دبلوماسي لن يؤدي بالضرورة إلى زيادة كبيرة في إنتاج النفط الروسي في عام 2026.

بالإضافة إلى ذلك، ساهم قرار “أوبك+” بتجميد الزيادات الإضافية في الإنتاج خلال الربع الأول من العام المقبل في تهدئة المخاوف بشأن نقص الإمدادات. يأتي هذا القرار بعد فترة من الزيادات السريعة في الإنتاج خلال عام 2025.

التركيز على اجتماع أوبك+

ينصب التركيز الآن على اجتماع “أوبك+” المقرر عقده في 30 نوفمبر. من المتوقع أن يناقش التحالف مستويات الإنتاج المستقبلية، ويقيم تأثير العوامل الجيوسياسية والاقتصادية على السوق. تعتبر قرارات هذا الاجتماع حاسمة في تحديد مسار أسعار النفط في الأشهر المقبلة.

تراقب الأسواق عن كثب موقف المملكة العربية السعودية وروسيا، وهما أكبر منتجين في التحالف، حيث تلعب قراراتهما دورًا رئيسيًا في تحديد سياسة الإنتاج. أي تغيير في استراتيجية “أوبك+” يمكن أن يؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسعار النفط العالمية.

تتأثر أسعار النفط أيضًا بعوامل أخرى مثل قوة الدولار الأمريكي، ومستويات الطلب في الصين، والتطورات الاقتصادية في الولايات المتحدة وأوروبا. تتطلب هذه العوامل مراقبة دقيقة لتقييم المخاطر والفرص في سوق النفط.

تعتبر أسعار الطاقة من المؤشرات الاقتصادية الهامة، وتؤثر بشكل كبير على التضخم، والنمو الاقتصادي، وقرارات السياسة النقدية. لذلك، فإن أي تغيير في أسعار النفط له تداعيات واسعة على الاقتصاد العالمي.

في الختام، من المتوقع أن يستمر الحذر في سوق النفط في المدى القصير، مع انتظار نتائج اجتماع “أوبك+” والتطورات المتعلقة بالمفاوضات الأوكرانية. يبقى من الضروري مراقبة هذه العوامل عن كثب، بالإضافة إلى المؤشرات الاقتصادية العالمية، لتقييم المخاطر والفرص المحتملة في سوق الطاقة.

شاركها.