استقرت أسعار النفط في ختام تعاملات الأسبوع، وسط توقّعات بأن يركّز تحالف “أوبك+” خلال اجتماعه المرتقب بداية الأسبوع المقبل على مناقشة إجراء زيادة معتدلة جديدة في الإنتاج، فيما أوضح الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة لن تشنّ ضربات عسكرية على فنزويلا، العضو في “أوبك”.

ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.7% لتتم تسويته عند مستوى 60.98 دولار، دون تغيّر يُذكر مقارنة بالأسبوع السابق. وقال مندوبون هذا الأسبوع إن زيادة الإنتاج للمرة الثالثة بمقدار 137 ألف برميل يومياً تُعدّ السيناريو الأكثر ترجيحاً لمحادثات “أوبك+” المقبلة، بما يتماشى مع توقعات السوق.

نفط فنزويلا محط أنظار سوق النفط 

أسعار النفط كانت صعدت في وقت سابق من الجلسة بعد تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة تعتزم تنفيذ ضربات عسكرية على أهداف داخل فنزويلا تشمل منشآت عسكرية يُشتبه في استخدامها لتهريب المخدرات، وفقاً لصحيفتي “وول ستريت جورنال” و”ميامي هيرالد” اللتين نقلتا عن مسؤولين أميركيين ومطلعين على الأمر. إلا أن ترمب قال لاحقاً إنه لا يدرس تصعيداً من هذا النوع، ما دفع أسعار العقود الآجلة للتراجع.

ترمب: لم أتخذ قراراً بشن ضربات على فنزويلا

كان المتعاملون قد توقعوا بالفعل احتمال اضطراب الإمدادات من كاراكاس بعدما نشر ترمب قوات بحرية في منطقة الكاريبي. ويرى مشاركون في السوق أنه من غير المرجّح أن تستهدف أي حملة عسكرية منشآت الطاقة. 

ويأتي هذا التصعيد وسط توقعات بمواجهة السوق العالمية فائضاً متزايداً في المعروض من الخام.

“إذا كان هدف الولايات المتحدة هو تغيير النظام، فسيكون من مصلحتها إبقاء البنية التحتية للطاقة سليمة إلى حدّ كبير، لأنها ستوفّر دعماً مالياً لأي حكومة تخلف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو”، وفق غريغوري برو، المحلل الجيوسياسي في مجموعة “يوراسيا غروب” (Eurasia Group).

تقييم العقوبات الأميركية على النفط الروسي

في الأثناء، يواصل المتداولون تقييم الأثر المحتمل للعقوبات الأميركية على أكبر شركتين روسيتين منتجتين للنفط، في وقت قال رئيس أكبر شركة تكرير أوروبية إن السوق تقلّل من شأن تأثير تلك العقوبات. وقد أوقفت شركات تكرير -تمثل أكثر من نصف واردات الهند من الخام الروسي- مشترياتها للأشهر المقبلة.

رئيس “توتال”: أسواق النفط تقلل من تأثير العقوبات على روسيا

تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 10% هذا العام، مع تجاوز زيادة المعروض من داخل منظمة البلدان المصدّرة للبترول وحلفائها وخارجها نمو الطلب. ويأتي اجتماع التحالف في لحظة حاسمة لأسواق النفط العالمية، أعاد تحالف “أوبك+” بالفعل جزءاً من الإمدادات التي كان قد خفّضها، بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً، قبل عام من الموعد المحدد. وقد تبنّى التحالف وتيرة أكثر حذراً في الزيادات اللاحقة، منتظراً لمعرفة كيفية تطوّر السوق.

وبينما تكافح أسواق الخام مع تخمة المعروض المتوقعة، ظهرت قوة في سوق المنتجات المكررة، ولا سيما بعد العقوبات الأميركية على شركتي “روسنفت” و”لوك أويل”. إذ وصلت أسعار الديزل إلى أعلى مستوياتها مقارنة بالنفط الخام منذ أوائل عام 2024، مما عزّز هوامش التكرير، ويمكن أن يدعم الطلب على الخام.

شاركها.