سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا في التعاملات المبكرة من صباح الخميس، بعد أن تكبدت خسائر بلغت نحو اثنين بالمئة في الجلسة السابقة. 

وجاء هذا التحسن الطفيف مع سعي المستثمرين إلى تقييم جملة من العوامل المتداخلة، أبرزها احتمال رفع إنتاج تحالف أوبك+، والتطورات المتباينة بشأن المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، والتوترات التجارية المتجددة بين واشنطن وبكين.

وبحسب بيانات وكالة “رويترز”، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار ستة سنتات، لتصل إلى 66.18 دولارًا للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سبعة سنتات، لتُسجل 62.34 دولارًا للبرميل، وذلك بحلول الساعة 0038 بتوقيت جرينتش.

وكانت الأسعار قد تراجعت أمس الأربعاء بنسبة اثنين بالمئة عقب تسريبات عن نية بعض الدول الأعضاء في منظمة أوبك+ طرح مقترح بتسريع وتيرة زيادة الإنتاج للشهر الثاني على التوالي في يونيو المقبل، ما يعيد الجدل حول التزام الدول بحصص الإنتاج المقررة سابقًا، والتي لطالما شكلت نقطة خلاف داخل التحالف النفطي.

على جانب آخر، ساهمت بعض المؤشرات الإيجابية المتعلقة بالتجارة الدولية في الحد من خسائر الأسعار، لا سيما ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” حول استعداد البيت الأبيض لخفض الرسوم الجمركية على الصين بنسبة تصل إلى 50 بالمئة، كخطوة تمهيدية لإطلاق جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر عالميًا.

ورغم ذلك، فإن الموقف الرسمي للبيت الأبيض لا يزال متباينًا؛ إذ صرحت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، لقناة “فوكس نيوز” بأن “لا تخفيض أحاديًا للرسوم الجمركية على السلع الصينية”، ما يُبقي الصورة غير واضحة بشأن اتجاه العلاقات التجارية.

بدوره، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن الرسوم الجمركية المفروضة حاليًا على الصين “غير مستدامة”، ملمحًا إلى إمكانية خفضها دون تحديد سقف رقمي، بينما ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبحث إعفاءات جمركية على واردات قطع غيار السيارات الصينية.

وفي سياق منفصل، تتابع الأسواق عن كثب جولة ثالثة من المحادثات المرتقبة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إعادة العمل بالقيود على برنامج طهران النووي، والمقررة مطلع الأسبوع المقبل. ومن شأن أي تقارب بين الطرفين أن يُفضي إلى تخفيف العقوبات على صادرات النفط الإيرانية، ما يعني زيادة محتملة في المعروض العالمي قد تضغط على الأسعار.

وحذّر محللون في شركة “ريستاد إنرجي” من أن استمرار حالة التوتر التجاري بين واشنطن وبكين قد يؤدي إلى تباطؤ النمو في الطلب الصيني على النفط هذا العام، ليتراجع إلى نحو 90 ألف برميل يوميًا بدلًا من 180 ألفًا كما كان متوقعًا في بداية العام.

شاركها.