ارتفعت أسعار النفط بعد أن أبدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب استعدادها للتوصل إلى اتفاق مع الصين لاحتواء التوترات التجارية المتجددة بين أكبر مستهلكين للخام في العالم.
وصعد خام “برنت” فوق مستوى 63 دولاراً للبرميل بعد أن هبط بنسبة 3.8% يوم الجمعة في أكبر تراجع له منذ أغسطس، فيما استقر خام “غرب تكساس الوسيط” قرب 60 دولاراً.
كان ترمب قد أعلن، الجمعة، فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية، إلى جانب قيود على تصدير “أي وجميع البرمجيات الحيوية” اعتباراً من الأول من نوفمبر، وذلك بعد أن فرضت بكين رسوماً جديدة على السفن الأميركية القادمة إلى موانئها، وقيوداً على تصدير المعادن النادرة ومواد حيوية أخرى.
لكن، الأحد، أشار ترمب إلى استعداده للتوصل إلى اتفاق، فيما دعت بكين واشنطن إلى التفاوض، وأكدت أنها لن تتردد في الرد على أي تهديدات.
وقال الرئيس الأميركي للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس ون” في الساعات الأولى من صباح الإثنين بالتوقيت الآسيوي: “سنكون بخير مع الصين”، رغم أن خطة فرض الرسوم في الأول من نوفمبر ما زالت قائمة.
كما قال إنه سيدرس تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى التي تتيح لها تنفيذ ضربات أعمق داخل الأراضي الروسية، ما يزيد خطر حدوث اضطرابات إضافية في إمدادات النفط من الدول الأعضاء في “أوبك+”.
تعافٍ فني بعد خسائر حادة
قال حارس خورشيد، المدير التنفيذي للاستثمار في شركة “كاروبار كابيتال” ومقرها شيكاغو: “كانت السوق قد وضعت في حسبانها أسوأ السيناريوهات، لذا فإن مجرد لهجة أكثر ليونة من ترمب تمنح النفط بعض المجال لالتقاط أنفاسه”.
وأضاف: “لكن هذا يبدو أشبه بتصحيح مراكز وليس تحولاً حقيقياً. المتداولون يغطون مراكزهم بعد عمليات البيع الحادة الأسبوع الماضي. ما لم نرَ تقدماً فعلياً في المفاوضات التجارية، فمن المرجح أن تتلاشى المكاسب سريعاً”.
رسوم صينية على السفن الأميركية تزيد الغموض
أدى قرار الصين فرض رسوم على السفن المملوكة لشركات أميركية الوافدة إلى موانئها إلى إلغاء حجوزات في اللحظة الأخيرة شملت مختلف أنواع السفن، بما فيها ناقلات النفط، ما تسبب في ارتفاع تكاليف الشحن.
وتدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في 14 أكتوبر، وهي تعكس إجراءات مماثلة اتخذتها واشنطن بحق السفن الصينية، في وقت تستهدف فيه إدارة ترمب هيمنة الدولة الآسيوية على قطاعات الخدمات اللوجستية وبناء السفن عالمياً.
أضافت هذه الإجراءات مزيداً من الغموض إلى توقعات سوق النفط، التي شهدت تراجعاً خلال الأسبوعين الماضيين مع زيادة تحالف “أوبك+” للإنتاج، في وقت هناك مخاوف بحدوث تخمة متوقعة في المعروض في وقت لاحق من العام. وفي الوقت نفسه، أسهم اتفاق الهدنة الهش بين إسرائيل و”حماس” في تقليص المخاوف من تجدّد القتال في الشرق الأوسط، المصدر لنحو ثلث إمدادات النفط العالمية.