تراجعت أسعار النفط بعد أربع جلسات من الصعود، بينما ينتظر المستثمرون إشارات أوضح بشأن الإمدادات، وسط تقييم التداعيات الأوسع في الأسواق جراء محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عزل عضو بمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط 2.4%، متكبداً أكبر خسارة له منذ أوائل أغسطس، لتتم تسويته قرب مستوى 63 دولاراً للبرميل، لكنه بقي ضمن نطاق 62 إلى 65 دولاراً الذي تتحرك فيه الأسعار معظم هذا الشهر. وجسّد هبوط الخام يوم الثلاثاء حالة الحذر تجاه الأصول عالية المخاطر في الأسواق الأوسع، بفعل مسعى ترمب لإقالة ليزا كوك من الفيدرالي.
مضاعفة الرسوم الجمركية على الهند بسبب النفط الروسي
أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، يوم الإثنين، إشعاراً بمضاعفة الرسوم الجمركية على جميع الواردات الهندية، في إطار مساعي الولايات المتحدة لمعاقبة نيودلهي على شرائها النفط الروسي. ومن المقرر أن يدخل القرار حيز التنفيذ يوم الأربعاء، ويُقدَّم باعتباره جزءاً من جهد أوسع يقوده الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوسط من أجل إحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا.
لماذا تستمر الهند بشراء نفط روسيا رغم العقوبات؟
ومع ذلك، فإن تراجع ترمب أكثر من مرة عن تهديداته التجارية يدفع كثيراً من المستثمرين إلى استبعاد احتمال تنفيذ الرسوم الأعلى فعلياً. ويظهر التوقع نفسه في الدولة الواقعة بجنوب آسيا، إذ تخطط المصافي للحفاظ على معظم وارداتها من النفط الروسي خلال الأسابيع المقبلة.
تحركت أسعار النفط داخل نطاق ضيق خلال معظم تعاملات أغسطس، بينما يقيم المتعاملون تأثير الرسوم الجمركية الأميركية إلى جانب الآثار طويلة الأمد للزيادات الكبيرة التي أجراها تحالف “أوبك+” للإمدادات . وكانت وكالة الطاقة الدولية قد حذّرت في وقت سابق من هذا الشهر من أن سوق النفط العالمية تتجه لتحقيق فائض قياسي العام المقبل مع تباطؤ نمو الطلب وزيادة الإمدادات، رغم تماسك الأسواق خلال الصيف.
ماذا قال ترمب عن أسعار النفط؟
أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأسعار النفط “التي انخفضت لتقترب من 60 دولاراً للبرميل” خلال اجتماع لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء، مضيفاً أن السعر سيكسر هذا المستوى “قريباً جداً”. لكنه لم يوضح ما هو العامل الذي سيدفع الأسعار إلى ما دون 60 دولاراً.
كما تراجعت مستويات النشاط في التداول هذا الأسبوع مع اقتراب عطلة “عيد العمال” في الولايات المتحدة، ما ساهم في تقلب الأسعار.
وقال المحلل في “باركليز” أماربريت سينغ في مذكرة: “أسعار النفط مازالت تتحرك ضمن نطاق ضيق وسط تقلبات جيوسياسية وأساسيات متماسكة نسبياً”.