أسعار النفط تتراجع مع تحول الأنظار إلى مخاوف وفرة المعروض

تراجعت أسعار النفط بعد مسيرة صعود استمرت ثلاثة أيام إذ طغت التوقعات السلبية على المخاوف من حدوث اضطرابات محتملة للإمدادات بفعل التوترات الجيوسياسية.

انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط 2% لتتم تسويته دون مستوى 63 دولاراً للبرميل، بعدما قالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع فائضاً قياسياً أكبر في المعروض العام المقبل مع استمرار تحالف “أوبك+” في استعادة الإنتاج وتزايد الإمدادات من خارج التكتل. وفي الوقت نفسه، أظهرت بيانات اقتصادية أميركية قفزة في طلبات الحصول على إعانة البطالة، ما زاد المخاوف من ضعف سوق العمل في أكبر اقتصاد في العالم.

التراجع يأتي بعد ثلاثة أيام من المكاسب دفعتها التوترات في الشرق الأوسط وأوروبا، حيث انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجمة الإسرائيلية في قطر وتوغّل روسيا في المجال الجوي البولندي. وقد دفعت تغريدته على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء أسعار العقود الآجلة إلى الارتفاع لفترة وجيزة مع سعي المستثمرين لتغطية مراكز البيع على المكشوف.

بولندا تستنجد بالناتو عقب هجمات روسية.. وتؤكد “عمل عدائي”

ويحاول متداولو النفط التحرك بين المخاطر الجيوسياسية والمخاوف من زيادة الإمدادات، وهو ما أبقى الأسعار عالقة في نطاق عرضي يتراوح بين 62 و67 دولاراً للبرميل تقريباً منذ بداية أغسطس.

مخاوف وفرة الإمدادات تضغط على السوق

قالت توريل بوسوني، رئيسة قسم أسواق النفط في وكالة الطاقة الدولية، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: “من جهة لدينا هذا الفائض الذي يتكوّن في السوق، لكننا نلاحظ أيضاً مخاطر على الإمدادات”.

تأتي توقعات وكالة الطاقة الدولية بعد أيام من إعلان إدارة معلومات الطاقة الأميركية، وهي من أبرز الجهات المتخصصة، أن تخمة المعروض بدأت بالفعل، مع توقعات بارتفاع المخزونات خلال الربع الحالي.

“أوبك” تبقي توقعاتها لنمو الطلب على النفط للعامين الحالي والمقبل

كما أبلغ ترمب مسؤولي الاتحاد الأوروبي باستعداده لفرض رسوم جديدة على الهند والصين، أكبر مشتري النفط الروسي، في محاولة لدفع الكرملين إلى التفاوض مع أوكرانيا، لكن بشرط أن تتخذ دول الاتحاد الخطوة نفسها. وحتى الآن، استهدف ترمب الهند فقط في ملف التجارة.

وفي حين أن معظم تراكم المخزونات النفطية هذا العام كان بعيداً عن مراكز التسعير الرئيسة، أظهرت بيانات الأربعاء أكبر زيادة في مخزونات الخام والمنتجات النفطية الأميركية منذ صيف 2023، وهو ما قد يضغط على الأسعار إذا استمر.

قال محللو “سيتي غروب” في مذكرة إن السوق عالقة بين “شد وجذب بين أساسيات تزداد قتامة، ومخاطر جيوسياسية متصاعدة”. وأكد البنك توقعاته بهبوط سعر خام برنت إلى مستويات قرب نطاق 60 دولاراً للبرميل بنهاية العام وامتداداً إلى 2026.