يتجه سعر النفط نحو تسجيل أطول سلسلة خسائر شهرية منذ أكثر من عامين، مع تداول خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط في نطاق ضيق قبيل اجتماع مهم لمنظمة “أوبك+” هذا الأسبوع. يترقب المستثمرون نتائج هذا الاجتماع، بالإضافة إلى التطورات المتعلقة بجهود إنهاء الصراع في أوكرانيا، وتقييم تأثيرها المحتمل على الإمدادات العالمية من النفط.

بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط حوالي 59 دولارًا للبرميل، وهو أعلى بقليل من إغلاق الأربعاء السابق لعطلة عيد الشكر. في المقابل، استقر خام برنت فوق 63 دولارًا للبرميل. وتواجه أسواق الطاقة حاليًا ضغوطًا متزايدة، حيث تشير التقديرات إلى أن خام غرب تكساس قد يشهد تراجعًا شهريًا رابعًا على التوالي في شهر نوفمبر، وهو أطول انخفاض متتالي منذ الربع الأول من عام 2023.

اجتماع “أوبك+” وتوقعات بشأن سياسة الإنتاج

من المقرر أن يعقد تحالف “أوبك+” اجتماعًا افتراضيًا يوم الأحد لمناقشة سياسة الإنتاج المستقبلية. تشير الوكالات إلى أن المجموعة من المرجح أن تؤكد التزامها بخطة تجميد زيادات الإنتاج الحالية حتى أوائل عام 2026.

ومع ذلك، قد يركز النقاش بشكل كبير على مراجعة طويلة الأجل لقدرات الدول الأعضاء على الإنتاج. تأتي هذه المراجعة في ظل تغيرات ديناميكيات السوق العالمية وتزايد إنتاج بعض الدول من خارج أوبك، مما يؤثر على حصة المنظمة في السوق.

تأثيرات العوامل الجيوسياسية على أسعار النفط

بالتزامن مع اجتماع أوبك، تشتد الأنظار على تطورات الأوضاع في أوكرانيا وجهود الوساطة الدولية. صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب يمكن أن تكون بمثابة أساس لمحادثات مستقبلية محتملة، مما أظهر انفتاحًا على إمكانية التوصل إلى حل سياسي. ومن المتوقع أن يزور المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف موسكو الأسبوع المقبل.

يعتبر إنهاء الصراع في أوكرانيا أمرًا بالغ الأهمية لأسواق الطاقة، حيث أن روسيا تعد من أكبر منتجي النفط في العالم. يفرض الغرب عقوبات واسعة النطاق على الصادرات الروسية من النفط والغاز، مما أدى إلى اضطرابات في الإمدادات وارتفاع الأسعار في وقت سابق.

في حالة تخفيف هذه القيود في المستقبل، قد تتمكن روسيا من إعادة توجيه صادراتها إلى أسواق أخرى مثل الصين والهند وتركيا، مما يزيد من المعروض العالمي ويضغط على الأسعار.

توقعات بزيادة المعروض العالمي وتأثيرها على الأسعار

تشير التقارير إلى أن سوق النفط الخام قد يواجه فائضًا يوميًا قدره 2.8 مليون برميل في عام 2025، وفقًا لتقديرات “جيه بي مورغان تشيس”. ومن المتوقع أن يستمر هذا الفائض ليصل إلى 2.7 مليون برميل يوميًا في عام 2026. يعزى هذا الفائض المتوقع إلى زيادة الإنتاج من قبل أوبك والدول الحليفة لها، بالإضافة إلى ارتفاع إنتاج الدول من خارج المنظمة.

تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة تقدر بـ 18% منذ بداية العام الحالي، مما يعكس الضغوط المتزايدة على الأسعار بسبب توقعات زيادة المعروض. وعلى صعيد آخر، تشهد أسعار الغاز الطبيعي تقلبات كبيرة بسبب عوامل موسمية وجيوسياسية، مما يزيد من حالة عدم اليقين في أسواق الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب النمو الاقتصادي العالمي دورًا هامًا في تحديد الطلب على النفط. تشير بعض التقديرات إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في بعض المناطق الرئيسية، مما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط وبالتالي الضغط على الأسعار.

يتجلى تأثير هذه العوامل في تذبذب أسعار النفط في الأسواق العالمية، حيث يراقب المتعاملون عن كثب التطورات الجيوسياسية والاقتصادية لاتخاذ قراراتهم الاستثمارية. يهتم المحللون بشكل خاص بمراقبة إنتاج أوبك والدول الأخرى، بالإضافة إلى تطورات الصراع في أوكرانيا وتأثيرها على الإمدادات.

في الختام، من المتوقع أن يستمر التركيز على اجتماع “أوبك+” القادم والتطورات المتعلقة بأوكرانيا لتحديد مسار أسعار النفط في المدى القصير. ستكون مراجعة سياسة الإنتاج وقدرات الدول الأعضاء، بالإضافة إلى أي مبادرات لتهدئة الصراع في أوكرانيا، من العوامل الحاسمة التي ستؤثر على اتجاه السوق. يجب على المستثمرين وشركات الطاقة الاستمرار في مراقبة هذه التطورات عن كثب، مع الأخذ في الاعتبار حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق العالمية.

شاركها.