يتوقع أستاذ في مجال المالية أن تشهد الشركات المدرجة في السوق السعودي أداءً متميزًا في توزيعات الأرباح خلال الفترة القادمة. يأتي هذا التوقع في ظل الأرباح القوية التي حققتها العديد من الشركات في الربعين الأخيرين من العام الماضي، واستمرار زخم النمو الاقتصادي في المملكة. ويشير المحلل إلى أن هذه التوزيعات قد تجذب المزيد من المستثمرين إلى سوق الأسهم.

صرح الدكتور أحمد بن عبد الله العبدالرحمن، أستاذ الاقتصاد والمالية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بتوقعاته هذه خلال ندوة افتراضية حول آفاق الاستثمار في السوق السعودي. وقد ركزت الندوة على تحليل أداء الشركات وتقييم فرص الاستثمار المتاحة، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات الاقتصادية العالمية والمحلية. وتعتبر هذه التوقعات مهمة للمستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء.

توزيعات الأرباح المتميزة: نظرة على العوامل المحركة

يعزو الدكتور العبدالرحمن توقعاته الإيجابية بشأن توزيعات أرباح الشركات المدرجة إلى عدة عوامل رئيسية. أولاً، ارتفاع أسعار النفط خلال العام الماضي ساهم بشكل كبير في تعزيز أرباح الشركات النفطية والبتروكيماوية، وهي من بين أكبر الشركات المدرجة في السوق. ثانياً، النمو في القطاع غير النفطي، مدفوعًا برؤية المملكة 2030، أدى إلى تحسين أداء الشركات في قطاعات مثل البناء والتشييد والخدمات المالية.

أداء الشركات في القطاعات الرئيسية

أظهرت البيانات المالية للشركات المدرجة في السوق السعودي أداءً قويًا في قطاعات مختلفة. سجل قطاع البنوك أرباحًا جيدة بفضل زيادة حجم القروض والودائع، بالإضافة إلى انخفاض مخصصات المخاطر. كما استفاد قطاع الاتصالات من زيادة الطلب على خدمات الإنترنت والاتصالات المتنقلة.

في المقابل، واجهت بعض القطاعات تحديات، مثل قطاع التجزئة الذي تأثر بتغير سلوك المستهلكين وزيادة المنافسة من التجارة الإلكترونية. ومع ذلك، يرى الدكتور العبدالرحمن أن هذه التحديات مؤقتة وأن القطاع سيتمكن من التكيف مع الظروف الجديدة.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الإجراءات الحكومية الداعمة للقطاع الخاص في تحسين بيئة الأعمال وزيادة ثقة المستثمرين. وتشمل هذه الإجراءات تخفيض الضرائب وتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص وتوفير التمويل اللازم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على توزيعات الأرباح

على الرغم من التوقعات الإيجابية، يرى بعض المحللين أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يؤثر سلبًا على توزيعات الأرباح. فقد يؤدي ارتفاع تكلفة الاقتراض إلى تقليل الأرباح المتاحة للتوزيع.

ومع ذلك، يوضح الدكتور العبدالرحمن أن التأثير قد يكون محدودًا، خاصة بالنسبة للشركات التي لديها ميزانيات قوية وتدفقات نقدية جيدة. ويشير إلى أن العديد من الشركات قد قامت بتسعير هذا الخطر في خططها المالية.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة جاذبية الأدوات الاستثمارية ذات الدخل الثابت، مما قد يدفع الشركات إلى زيادة توزيعات الأرباح لجذب المستثمرين والحفاظ على أسعار أسهمها.

الاستثمار في سوق الأسهم: فرص وتحديات

يؤكد الدكتور العبدالرحمن على أن الاستثمار في سوق الأسهم يحمل في طياته فرصًا وتحديات. ومن بين الفرص المتاحة، النمو الاقتصادي المتوقع في المملكة، وتنويع مصادر الدخل، وزيادة مشاركة القطاع الخاص في التنمية.

أما التحديات، فتشمل التقلبات في أسعار النفط، والتغيرات في السياسات الاقتصادية العالمية، والمخاطر الجيوسياسية. ويوصي المستثمرين بتنويع محافظهم الاستثمارية وتقييم المخاطر بعناية قبل اتخاذ أي قرار استثماري.

ويشير إلى أهمية الاستثمار طويل الأجل، وتجنب المضاربات قصيرة الأجل. كما ينصح المستثمرين بالاستعانة بمستشارين ماليين متخصصين للحصول على المشورة المناسبة.

الأسهم ذات العائد المرتفع تعتبر من بين الخيارات الجذابة للمستثمرين الباحثين عن دخل منتظم. الاستثمار طويل الأجل يقلل من تأثير تقلبات السوق. التحليل المالي الدقيق للشركات ضروري لاتخاذ قرارات مستنيرة. القطاع المصرفي السعودي يعتبر من أكثر القطاعات استقرارًا.

في الختام، من المتوقع أن تعلن الشركات المدرجة في السوق السعودي عن نتائج مالية جيدة في الأشهر القادمة، مما قد يؤدي إلى زيادة في توزيعات الأرباح. ومع ذلك، لا يزال من المهم مراقبة التطورات الاقتصادية العالمية والمحلية، وتقييم المخاطر بعناية. من المنتظر أن تعقد العديد من الشركات جمعياتها العمومية في شهر أبريل القادم لمناقشة نتائجها المالية وتوصيات توزيعات الأرباح، وهو ما سيقدم صورة أوضح عن آفاق توزيعات الأرباح في السوق السعودي. يبقى التطور في أسعار الفائدة العالمية والوضع الجيوسياسي العالمي من العوامل التي يجب مراقبتها عن كثب.

شاركها.