أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه بجامعة القاهرة، على خطورة الوضع المائي والزراعي في معظم الدول العربية، مشيرًا إلى أن 22 دولة عربية تقع ضمن مناطق صحراوية وتواجه تحديات كبيرة في هذا الصدد.
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي إبراهيم عيسى ببرنامج “حديث القاهرة” على قناة “القاهرة والناس”، أوضح نور الدين أن السدود التي أقامتها تركيا وإيران أثرت بشكل كبير على تدفق المياه إلى منطقة الشام، مما أدى إلى تدهور الإنتاج الزراعي في دول مثل سوريا التي تحولت من دولة مصدرة للقمح إلى مستوردة له.
كما لفت أستاذ الأراضي والمياه إلى أن دول شمال أفريقيا تمثل امتدادًا للصحراء الكبرى وتعاني من ندرة المياه بشكل خاص، مما يجعلها من أكثر المناطق هشاشة على صعيد الأمن الغذائي.
وأشار نور الدين إلى أن الدول العربية تُعد من أكبر مستوردي الحبوب عالميًا، وتعاني من انخفاض حاد في نسب الاكتفاء الذاتي من الزيوت التي لا تتجاوز 30%. وأضاف أن المنطقة تستورد نحو 68.5% من غذائها من الخارج، ما يجعلها الأكثر تضررًا عالميًا من أزمات الغذاء.
وفي سياق حديثه، نوّه الدكتور نادر نور الدين إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي أن مصر تُعد الدولة العربية الوحيدة التي تحقق اكتفاءً ذاتيًا في محصول الأرز. وأوضح أن باقي الدول العربية تعاني في تحقيق الاكتفاء الذاتي حتى مع قلة عدد سكانها مقارنة بمصر.
وأرجع جزءًا من أزمة الغذاء العالمية إلى الاستخدام المتزايد للزيوت والمنتجات الزراعية في صناعة الديزل الحيوي، الأمر الذي يزيد من الضغط على الموارد الغذائية على مستوى العالم.
تأتي تصريحات الدكتور نادر نور الدين لتسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه الأمن الغذائي في المنطقة العربية، مع التأكيد على الوضع النسبي الجيد لمصر في تحقيق الاكتفاء الذاتي في محصول الأرز.