أكد الدكتور خليفة الميري، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، أن ثورة 23 يوليو 1952 كانت متميزة بطابعها السلمي، ولم تُسفك فيها الدماء كما حدث في الثورة الفرنسية، التي شهدت إعدامات داخلية وصراعات طويلة.
محمد نجيب والثورة: صراع الرؤى بين الاعتدال والحسم
وخلال لقائه في برنامج “صباح البلد” على قناة صدى البلد، أوضح الميري أن اللواء محمد نجيب، أول رئيس لمصر بعد الثورة، حاول تحقيق توازن سياسي وفكري بين التيارات المختلفة، مثل الإخوان المسلمين، والشيوعيين، وكبار الملاك، وكان يميل إلى الاعتدال وتوزيع الفرص بعدل.
لكن هذا التوجه لم يكن مقبولًا لدى مجموعة الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر، الذين رأوا أن طبيعة المرحلة الثورية تتطلب قرارات حاسمة وسريعة، دون إطالة في منح الفرص، ما أدى إلى صدام حتمي مع نجيب.
نجيب يسعى لتوازن سياسي.. والضباط يطالبون بالحسم الثوري
وأشار الميري إلى أن الخلافات تصاعدت حتى بلغت ذروتها في فبراير 1954 حين قدم نجيب استقالته، إلا أن مظاهرات مؤيدة له أعادته مؤقتًا، قبل أن تنفجر أزمة مارس الشهيرة، التي أظهرت تناقضات موقف الإخوان وسعيهم للتأثير على مسار الثورة بدعم مزدوج.