في تطور مقلق، ضربت فيضانات عنيفة الأراضي السودانية مؤخرًا، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية، وسط اتهامات مباشرة لإثيوبيا بسوء إدارة ملء وتشغيل السد.

وأكد الدكتور أحمد المفتي، عضو وفد التفاوض المستقيل فى أزمة السد الإثيوبي، أنه تم حدوث فيضانات فى السودان نتيجة مياه سد النهضة الإثيوبي عكس ما هو متوقع، حيث كان من المتوقع أن سد النهضة ينظم الفيضانات.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “حضرة المواطن” المذاع عبر فضائية “الحدث اليوم”، أن الفيضانات زادت أكثر مما يحدث كل عام، والسبب واضح جدا أن سد النهضة خزن كمية بمليارات من المياه، وجاء عليها الفيضان الجديد هذا العام.

وتابع: “نتيجة لذلك أصبحت المياه أكثر من سعة خزان سد النهضة، ولذلك فتحوا البوابات وتركوا المياه إلى السودان، وسعة الخزانات السودانية تحتمل الفيضان الثانوي العادي، ولكن هذا الفيضان ليس عادي وبسبب التخزين، ولذلك تتحمل السودان أضرار كبيرة جدا”.

أستاذ موارد مائية: فيضانات السودان “صنيعة بشرية”

وصف الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، الفيضانات العنيفة التي شهدها السودان مؤخرًا بأنها “فيضان من صنع البشر”، محمّلًا إثيوبيا المسؤولية الكاملة، نتيجة سوء إدارتها لعمليات ملء وتشغيل سد النهضة.

وفي مداخلة هاتفية خلال برنامج “كلمة أخيرة” على قناة أون، أوضح نور الدين أن الخطأ الجسيم من الجانب الإثيوبي تمثل في ملء بحيرة السد بكامل سعتها التخزينية البالغة 75 مليار متر مكعب، رغم أن جميع التوربينات لم تكن جاهزة للعمل بعد. وقال: “كان المفترض ألا يتجاوز حجم التخزين 55 مليار متر مكعب، بما يتناسب مع عدد التوربينات المركبة”.

وأشار إلى أن إثيوبيا بالغت عمدًا في التخزين بهدف الترويج لفكرة “تحويل النهر إلى بحيرة”، لكن عند قدوم الفيضان الطبيعي، اضطرت لفتح بوابات السد بشكل مفاجئ وغير منسق، ما تسبب في تدفق كميات هائلة من المياه دفعة واحدة، حولت الفيضان المعتاد إلى كارثة مدمرة، أغرقت قرى ومزارع سودانية بأكملها.

وأكد نور الدين أن ما حدث يُعد دليلًا عمليًا على خطورة غياب التنسيق والتفاهم بشأن إدارة سد النهضة، مشددًا على أن الكارثة الأخيرة تعزز الموقف المصري والسوداني الداعي إلى اتفاق قانوني ملزم حول قواعد ملء وتشغيل السد، بما يضمن الأمن المائي لدولتي المصب ويحول دون تكرار مثل هذه الكوارث.
 

شاركها.