قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الحل الأكثر واقعية للقضية القبرصية يكمن في التعايش بين دولتين في الجزيرة المقسمة على أساس عرقي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس جمهورية شمال قبرص التركية طوفان أرهورمان، في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة.

وأوضح أردوغان أن الجانب القبرصي يرى أن حل القضية يكمن في تقليص القبارصة الأتراك إلى وضع الأقلية ضمن دولة شراكة لم يعد لها أي اعتبار، مشيرا إلى أن رفض الجانب الرومي الاعتراف بالمكانة الدولية المتساوية للقبارصة الأتراك هو السبب الرئيسي لعدم حل القضية.

أهمية الدعم التركي

من جانبه، أشاد أرهورمان بجهود أنقرة المبذولة في حل القضية القبرصية، مؤكدا أنها أهم الجهات الفاعلة بهذا الخصوص. وأضاف أن الشعب القبرصي التركي يتمتع بحقوق سيادية على جزيرة قبرص بأكملها، وأن هذا الوضع غير قابل للنقاش أو التفاوض أو المساومة.

وتابع أرهورمان أن تركيا تظل اليوم كما الأمس من أهم الجهات الفاعلة بجميع الجهود المبذولة لحل القضية القبرصية، وتعهد ببحث حل اتحادي تؤيده الأمم المتحدة منذ فترة طويلة لإنهاء انقسام الجزيرة المستمر منذ قرابة 50 عاما.

خلفية القضية القبرصية

وانقسمت قبرص في 1974 بعد تدخل تركي في أعقاب انقلاب عسكري مدعوم من اليونان في الجزيرة في أعقاب قتال بعد انهيار إدارة تقاسم سلطة في 1963. وفي 2004 رفض القبارصة اليونانيون خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.

منذ انهيار محادثات إعادة توحيد قبرص التي جرت في سويسرا برعاية الأمم المتحدة في يوليو/تموز 2017، لم تجر أي مفاوضات رسمية بوساطة أممية لتسوية النزاع في الجزيرة.

وأكد أردوغان أن تركيا متمسكة بموقفها في إمكانية التوصل إلى حل يمكن من خلاله أن يعيش الشعبان بالجزيرة جنبا إلى جنب في سلام وازدهار وأمان. وانتقد ما اعتبره “أخطاء مجلس الأمن الدولي في بدايات الأزمة القبرصية، وقيام الاتحاد الأوروبي بقبول الإدارة الرومية كعضو رغم رفضها لخطة كوفي عنان (الأمين العام الأممي حينها) لتوحيد الجزيرة عام 2004، قد أسهما في تعقيد الأزمة”.

وتظل القضية القبرصية محور اهتمام دولي، حيث ينتظر أن تتواصل الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف. وفي ظل استمرار الانقسام، يبقى الوضع في قبرص غير مستقر، مما يستدعي استمرار الضغط الدولي لإيجاد حل دائم.

شاركها.