أعربت الجالية اليهودية في أستراليا عن قلقها العميق إثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف احتفالات عيد الأنوار في سيدني، والذي أسفر عن إصابات. وقد تصاعدت المخاوف بشأن معاداة السامية في أستراليا بشكل ملحوظ منذ بداية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في أكتوبر 2023، مما أثار تساؤلات حول مدى كفاية الاستجابة الحكومية لهذه الظاهرة المتزايدة.
أدان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الهجوم ووصفه بأنه “هجوم مستهدف على الأستراليين اليهود في اليوم الأول من عيد الأنوار”. ومع ذلك، يرى منتقدو حكومته أنها لم تتخذ إجراءات كافية لمواجهة الارتفاع المقلق في الحوادث المعادية للسامية في جميع أنحاء البلاد.
تصاعد الحوادث المعادية للسامية في أستراليا
أفاد أفي يميني من Rebel News Australia، والذي يوثق الهجمات ضد الجالية، بأنه بعد وقت قصير من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، بدأت “جموع من المتطرفين الإسلاميين في البحث علنًا عن اليهود هنا في أستراليا، وهتفوا ‘أين اليهود؟’ خارج دار أوبرا سيدني”. وأضاف أن الكنائس اليهودية ومراكز رعاية الأطفال تعرضت للحرق المتكرر، وأن التحذيرات المتكررة تم تجاهلها.
ويرى يميني أن عدم اتخاذ الحكومة إجراءات فعالة لمواجهة المشكلة جعل الهجوم المروع في بوندي أمرًا حتميًا ومأساويًا، ومن غير المرجح أن يكون الأخير. وقد أثار هذا الهجوم نقاشًا حول مدى أمان أستراليا كوجهة لليهود في ظل هذه الظروف المتغيرة.
تعرض رئيس الوزراء ألبانيز لانتقادات لفشله في الإشارة في بيانه الأول على منصة X إلى أن الهجوم كان موجهًا ضد الأستراليين اليهود. وقد واجه ألبانيز أسئلة حادة من الصحفيين حول استجابة حكومته لـمعاداة السامية، بما في ذلك اعترافها بدولة فلسطينية، وانتقادات بعض الوزراء الإسرائيليين، ورفض زيارة مواقع هجمات 7 أكتوبر، والتزامن في تعيين مبعوثين خاصين لمكافحة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية.
أمثلة على الحوادث الأخيرة
تشمل بعض الحوادث الأكثر إثارة للصدمة التي تعرضت لها الجالية اليهودية في أستراليا منذ 7 أكتوبر 2023 ما يلي:
ملبورن
إضرام النيران في كنيس أداس إسرائيل في ريبونليا أثناء أداء المصلين صلوات الصباح. وقد تسبب الحريق في أضرار واسعة النطاق وإصابة أحد المصلين.
سيدني
تم رش كنيس ألاوه في سيدني برسومات غرافيتية تحمل صليبًا معقوفًا. وفي اليوم التالي، تعرض كنيس نيوتون في سيدني للتدنيس بنفس الطريقة. وفي الأسبوع السابق، تم رش سيارة في سيدني بعبارة معادية للسامية.
تضرر مركز رعاية الأطفال بالقرب من مدرسة وكنيس يهوديين في سيدني بشكل كبير جراء هجوم حارق. وتم العثور على كتابات معادية للسامية داخل المركز.
تم إضرام النيران في سيارة في منطقة ذات أغلبية يهودية في سيدني، كما تعرضت سبعة منازل أخرى للتدنيس برسومات غرافيتية معادية للسامية.
أفاد عن تهديدات من عاملين في مجال الرعاية الصحية في سيدني، حيث قالوا لمواطن إسرائيلي عبر الإنترنت إنهم سيرفضون علاجه، بل وأقروا بقتل مرضى إسرائيليين سابقًا.
وفقًا لمجلس الأستراليين اليهود (ECAJ)، فقد تم توثيق 1,654 حادثة معادية للسامية في جميع أنحاء أستراليا بين 1 أكتوبر 2024 و 30 سبتمبر 2025، بالإضافة إلى 2,062 حادثة على مستوى البلاد في العام السابق. وأشار المجلس إلى أن الحوادث المعادية للسامية في أستراليا لا تزال عند مستويات تاريخية مرتفعة، حيث بلغت ما يقرب من خمسة أضعاف المتوسط السنوي قبل 7 أكتوبر 2023.
وعلى الرغم من انخفاض طفيف عن العام الماضي، إلا أن الفئات الأكثر خطورة من الحوادث، بما في ذلك هجمات الحرق ضد الكنائس اليهودية والمدارس ومؤسسات أخرى، أعلى من أي عام سابق على الإطلاق.
عبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن حزنه لنظيرته الأسترالية بيني وونغ عبر الهاتف. وكتب ساعر على منصة X أنه أبلغ وزيرة الخارجية الأسترالية بأن “الأمن للجالية اليهودية في أستراليا لن يتحقق إلا من خلال تغيير حقيقي في الأجواء العامة”. وأضاف أن عبارات مثل “توسيع الانتفاضة” و “من النهر إلى البحر فلسطين ستكون حرة” و “الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي” ليست مشروعة وليست جزءًا من حرية التعبير، وأنها تؤدي حتمًا إلى ما شهدناه اليوم. ودعا ساعر الحكومة الأسترالية إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد استخدام هذه العبارات المعادية للسامية.
من جانبها، علقت السيناتورة الأسترالية الشعبوية بولين هانسون على منصة X بأن ألبانيز “لم يلتفت إلى علامات التحذير، بما في ذلك الاحتجاجات الأسبوعية المعادية للسامية في جميع أنحاء البلاد، وخطاب الكراهية من بعض رجال الدين، وجامعاتنا المزعجة، وربما تنبيه إرهابي محتمل”. وأكدت هانسون أن الجالية اليهودية في أستراليا لها “الحق نفسه في العيش بسلام ووئام مثل جميع الأستراليين”، ودعت السلطات إلى “أن تكون صادقة عند الكشف عن هويات وخلفيات هؤلاء القتلة”.
من المتوقع أن تواصل السلطات الأسترالية تحقيقاتها في الهجوم، مع التركيز على تحديد دوافع المهاجمين وعلاقاتهم المحتملة بأي جماعات متطرفة. كما من المرجح أن تزيد الضغوط على الحكومة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة معاداة السامية وحماية الجالية اليهودية. ستراقب الأوساط السياسية والإعلامية عن كثب رد فعل الحكومة، خاصة فيما يتعلق بتطبيق القوانين المتعلقة بالتحريض على الكراهية وتوفير المزيد من الموارد الأمنية للمؤسسات اليهودية. يبقى الوضع متقلبًا، ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الإجراءات ستكون كافية لتهدئة المخاوف المتزايدة.






