أبو العينين: ما يحدث اليوم في السودان خطير جدا وقوى خارجية تتدخل للحصول على مواردنا

ألقى النائب محمد أبو العينين، رئيس الجمعية البرلمانية لدول البحر المتوسط ووكيل مجلس النواب المصري، كلمة مهمة في المؤتمر السنوي للمجلس الوطني للعلاقات العربية والأمريكية في واشنطن. تناول أبو العينين خلال كلمته تطورات الأوضاع في السودان وليبيا، بالإضافة إلى جهود السلام في قطاع غزة، مؤكدًا على ضرورة تدخل فعال من الأمم المتحدة والولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار الإقليمي. تأتي هذه التصريحات في ظل تزايد المخاوف بشأن الوضع في السودان وتداعياته المحتملة.

ضم المؤتمر الذي عقد في واشنطن حشودًا كبيرة من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين وقادة المنظمات والأكاديميين المهتمين بالشأن العربي الأمريكي. تركزت النقاشات على تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن والاقتصاد والتنمية المستدامة، بحسب ما أورده الإعلامي أحمد موسى في برنامجه “على مسئوليتي” على قناة “صدى البلد”.

تصعيد الأزمة في السودان وتدخلات خارجية

حذر النائب أبو العينين من خطورة الوضع المتصاعد في السودان، مشيرًا إلى وجود قوى خارجية تسعى إلى استغلال الصراع الدائر من أجل الوصول إلى موارد المنطقة. وأوضح أن التدخلات، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، تعيق جهود التهدئة وتفاقم معاناة الشعب السوداني. وتشير التقارير إلى أن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يهدد بانهيار الدولة وتعميق الأزمة الإنسانية.

وأضاف أن استمرار النزاع في السودان قد يؤدي إلى امتداده إلى دول مجاورة، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار الإقليمي. ودعا أبو العينين إلى تحرك سريع وموحد من المجتمع الدولي، خاصة الأمم المتحدة والولايات المتحدة، لوقف إراقة الدماء وتحقيق تسوية سياسية مستدامة.

مخاوف من التداعيات الإقليمية

تتزايد المخاوف الدولية بشأن التداعيات الإقليمية للأزمة السودانية، خاصةً مع وجود صلة وصل بين السودان ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط. ويخشى المحللون من أن يؤدي الصراع إلى زيادة تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى المنطقة، مما يهدد الأمن والاستقرار. يتطرق حديث أبو العينين إلى أهمية الأمن الإقليمي.

مستقبل ليبيا والجهود الدولية

كما أعرب أبو العينين عن أمله في انتهاء التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، مؤكدًا على ضرورة ترك الشعب الليبي ليقرر مستقبله بنفسه دون ضغوط أو إملاءات خارجية. وأشار إلى أن استقرار ليبيا يتطلب حلاً داخليًا شاملاً يضم جميع الأطراف الليبية المتنازعة. وتعاني ليبيا منذ سنوات من حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، بسبب الصراع بين الفصائل المتناحرة والتدخلات الخارجية.

وشدد على أهمية دور الأمم المتحدة والولايات المتحدة في تسهيل الحوار الليبي – الليبي، وتقديم الدعم اللازم للشعب الليبي لتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء الدولة. ورأى أن تحقيق الاستقرار في ليبيا يعتبر شرطًا أساسيًا لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة شمال أفريقيا.

دور الولايات المتحدة في جهود السلام

أشاد النائب أبو العينين بجهود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تحقيق السلام في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن وساطته ساهمت في وقف التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في عام 2020. ووصف ترامب بالرجل الذي يسعى للسلام، وأن مبادئه ترتكز على تحقيق الاستقرار. النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا للأمن الإقليمي والدولي.

الأزمة في غزة تعتبر من القضايا الهامة التي تؤثر على العلاقات العربية الأمريكية وفقا لتصريحاته.

وأضاف أنه من الضروري استثمار هذه الجهود في إطلاق عملية سلام حقيقية وشاملة، تعالج القضايا العادلة للشعب الفلسطيني، وتقوم على أساس حل الدولتين. وشدد على أن تحقيق السلام الدائم في المنطقة يتطلب إرادة سياسية صادقة من جميع الأطراف المعنية.

وبشكل عام، يمثل حديث النائب أبو العينين في المؤتمر السنوي للمجلس الوطني للعلاقات العربية والأمريكية دعوة صريحة لتعزيز الجهود الدولية من أجل تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووضع حد للتدخلات الخارجية التي تعيق مسيرة التنمية والازدهار.

من المتوقع أن تستمر المناقشات حول هذه القضايا في الأيام والأسابيع القادمة، مع التركيز على المبادرات والحلول الممكنة لإنهاء الأزمات وتخفيف معاناة الشعوب المتضررة. تبقى الأزمة السودانية والليبية والوضع في فلسطين على رأس أولويات المجتمع الدولي، ويتطلب التعامل معها تنسيقًا وتعاونًا وثيقين بين جميع الأطراف المعنية.