أشاد الدكتور يزيد بن عبدالملك آل الشيخ، وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي، بأهمية جائزة المهندس طارق القصبي للتميز في الهندسة المدنية، مؤكداً دورها الحيوي في تشجيع الابتكار والبحث العلمي في قطاع البناء والتشييد. جاء هذا الإشادة خلال حديثه عن أهمية دعم البحث والتطوير في المجالات الهندسية المختلفة، خاصةً في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها هذا القطاع في المملكة العربية السعودية.

تأتي هذه الإشادة في وقت تشهد فيه المملكة جهوداً متزايدة لتطوير البنية التحتية وتنفيذ مشاريع ضخمة في مختلف المناطق، مثل مشروع نيوم ومشاريع رؤية 2030 الأخرى. تعتبر الجائزة، التي تحمل اسم المهندس طارق القصبي، من أبرز المبادرات التي تسعى إلى رفع مستوى الأداء والتميز في مجال الهندسة المدنية.

أهمية جائزة المهندس طارق القصبي للتميز في الهندسة المدنية

تأسست جائزة المهندس طارق القصبي بهدف تكريم المتميزين في مجال الهندسة المدنية، سواء كانوا مهندسين أو باحثين أو شركات. تسعى الجائزة إلى تحفيز الإبداع والابتكار في هذا المجال، وتشجيع استخدام أحدث التقنيات والممارسات الهندسية. كما تهدف إلى تعزيز دور المهندسين في تحقيق التنمية المستدامة في المملكة.

معايير الجائزة وعملية الاختيار

أكد الدكتور آل الشيخ أن معايير الجائزة وضوابطها العالية تعكس حرص القائمين عليها على اختيار الأفضل والأجدر. تشمل هذه المعايير جودة المشاريع الهندسية، والابتكار في التصميم والتنفيذ، والالتزام بالمعايير البيئية والسلامة، بالإضافة إلى الأثر الإيجابي للمشروع على المجتمع. تخضع المشاركات لتقييم دقيق من قبل لجنة تحكيم متخصصة تضم نخبة من خبراء الهندسة المدنية.

تعتبر الهندسة المدنية من أهم التخصصات الهندسية، حيث تلعب دوراً حيوياً في تصميم وبناء وتشغيل وصيانة البنية التحتية للمجتمعات. يشمل ذلك الطرق والجسور والمباني والسدود وأنظمة المياه والصرف الصحي. تساهم هذه المشاريع في تحسين جودة الحياة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.

بالإضافة إلى ذلك، فإن قطاع البناء والتشييد يعتبر من أهم القطاعات الاقتصادية في المملكة، حيث يوفر فرص عمل كبيرة ويساهم في الناتج المحلي الإجمالي. لذلك، فإن دعم البحث والتطوير في مجال الهندسة المدنية يعتبر أمراً ضرورياً لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

تأتي هذه الجائزة في سياق اهتمام المملكة بتطوير قطاع البحث والتطوير بشكل عام، حيث أطلقت الحكومة العديد من المبادرات والبرامج لدعم الابتكار وتشجيع الاستثمار في هذا المجال. يهدف ذلك إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للبحث والتطوير، وجذب الكفاءات العلمية من مختلف أنحاء العالم.

وتشمل المبادرات الأخرى في هذا المجال إنشاء مدن علمية وتقنية، مثل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وتقديم الدعم المالي للباحثين والمؤسسات البحثية. كما تعمل الحكومة على تسهيل الإجراءات المتعلقة بتسجيل براءات الاختراع ونقل التكنولوجيا.

من الجدير بالذكر أن المهندس طارق القصبي كان من رواد الهندسة المدنية في المملكة، وقد ترك بصمة واضحة في تطوير البنية التحتية في مختلف المناطق. وقد عرف عنه التزامه بالجودة والابتكار، وحرصه على خدمة المجتمع. لذلك، فإن تسمية الجائزة باسمه تعتبر تكريماً له ولإسهاماته الجليلة.

تعتبر الاستدامة من الركائز الأساسية التي تركز عليها الجائزة، حيث يتم تقييم المشاريع بناءً على مدى التزامها بالمعايير البيئية واستخدامها للموارد بشكل فعال. يهدف ذلك إلى تشجيع بناء مشاريع صديقة للبيئة تساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

كما تولي الجائزة اهتماماً كبيراً بالسلامة في مواقع البناء، حيث يتم تقييم المشاريع بناءً على مدى تطبيقها لإجراءات السلامة والوقاية من الحوادث. يهدف ذلك إلى حماية العمال والمحافظة على سلامتهم أثناء تنفيذ المشاريع.

وفي سياق متصل، تشهد المملكة تطوراً ملحوظاً في استخدام التقنيات الحديثة في مجال البناء والتشييد، مثل تقنية البناء ثلاثي الأبعاد (3D printing) وتقنية الواقع المعزز (Augmented Reality). تساهم هذه التقنيات في تحسين كفاءة العمل وتقليل التكاليف وزيادة الجودة.

من المتوقع أن يتم الإعلان عن موعد استقبال طلبات الترشيح للدورة القادمة من الجائزة في الأشهر القليلة المقبلة. وستستمر اللجنة المنظمة للجائزة في العمل على تطوير معاييرها وضوابطها لضمان اختيار الأفضل والأجدر. يجب على المهتمين بالترشيح متابعة الموقع الرسمي للجامعة ووسائل الإعلام للاطلاع على آخر المستجدات.

تعتبر جودة المشاريع الهندسية من أهم العوامل التي تؤثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة. لذلك، فإن دعم المبادرات التي تهدف إلى رفع مستوى الجودة والتميز في هذا المجال يعتبر أمراً ضرورياً لتحقيق رؤية 2030.

شاركها.