أعلنت شركة آبل عن تعيين أمار سوبرامانيا لقيادة قسم الذكاء الاصطناعي لديها، في خطوة تهدف إلى تسريع جهودها في هذا المجال الحيوي. يأتي هذا التغيير الإداري بعد فترة شهدت فيها الشركة إطلاق خدمات ذكاء اصطناعي محدودة، وتأخرًا نسبيًا مقارنة بمنافسيها الرئيسيين، وفقًا لتقارير إعلامية. يسعى عملاق التكنولوجيا إلى تعزيز مكانته في سوق يتسارع فيه النمو وتتزايد فيه المنافسة.

تم الإعلان عن هذا التعيين في 12 مارس/آذار 2025، وفقًا لشبكة سي إن بي سي، ويأتي في أعقاب فترة عمل لجون جياناندريا في المنصب نفسه. كان جياناندريا قد شغل هذا الدور منذ عام 2018، وقاد جهود الشركة الأولية في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك إطلاق ميزات الذكاء الاصطناعي العام الماضي.

تعزيز قدرات آبل في مجال الذكاء الاصطناعي

على الرغم من تنحي جياناندريا، ستستفيد آبل من خبرته كمستشار حتى تقاعده المتوقع في الربيع المقبل. يعكس هذا استمرار ثقة الشركة في قدراته، خاصة وأنه كان يقدم تقاريره مباشرة إلى الرئيس التنفيذي، تيم كوك. يمثل ضم سوبرامانيا، الذي يتمتع بخبرة سابقة في كل من مايكروسوفت وغوغل ديب مايند، محاولة واضحة لآبل لتسريع وتيرة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.

خبرة سوبرامانيا ومسؤولياته الجديدة

سيخضع سوبرامانيا في قيادته لكريغ فيديريغي، رئيس قسم البرمجيات في آبل، مما يشير إلى الدور المحوري الذي يلعبه تطوير البرمجيات في استراتيجية الشركة للذكاء الاصطناعي. لا يزال بعض الفريق الذي كان يعمل تحت إدارة جياناندريا، يشمل فرقًا تعمل على مجالات مثل الخدمات، سيعمل بشكل مباشر تحت قيادة صابح خان، مدير العمليات، وإيدي كيو، رئيس الخدمات. هذا الهيكل الجديد يُظهر توزيعًا أوسع للمسؤولية.

تأتي هذه الخطوة في ظل اهتمام متزايد من قبل الشركات التكنولوجية الكبرى بتطوير ونشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي. تسعى آبل بشكل خاص إلى المنافسة في هذا المجال، مع خطط لإطلاق نسخة مُحسّنة من مساعدها الصوتي “سيري” تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مارس/آذار القادم. هناك منافسة شديدة في هذا المجال، حيث تستثمر شركات مثل مايكروسوفت وميتا وغوغل مبالغ ضخمة في تطوير تقنيات مماثلة.

ما يميز نهج آبل في الذكاء الاصطناعي –وفقًا لتقرير سي إن بي سي- هو تركيزها على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي مباشرة على أجهزتها، بدلاً من الاعتماد على الخوادم السحابية كما تفعل العديد من الشركات الأخرى. قد يوفر هذا النهج مزايا تتعلق بالخصوصية وسرعة الاستجابة، ولكنه يتطلب أيضًا قدرات حوسبة قوية في الأجهزة نفسها. يعتبر هذا التوجه بمثابة نقطة اختلاف رئيسية عن المنافسين.

كانت الميزات التي قدمتها آبل مؤخرًا في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل “Apple Intelligence”، قد واجهت بعض الانتقادات الأولية من قبل خبراء التكنولوجيا، حيث رأوا أنها أقل تطوراً مقارنة بما تقدمه الشركات الأخرى. يهدف تعيين سوبرامانيا إلى معالجة هذه الانتقادات وتسريع عملية التطوير.

يتوقع أن تستمر آبل في الاستثمار بكثافة في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على دمج هذه التقنيات في منتجاتها وخدماتها الحالية. تعتمد الشركة على ميزاتها الفريدة من حيث التكامل بين الأجهزة والبرمجيات لتوفير تجربة مستخدم مميزة. بالإضافة إلى ذلك، فإن مستقبل تطوير المساعد الصوتي سيري، والقدرات الجديدة التي ستأتي بها، هو محور تركيز رئيسي.

الخطوة القادمة الحاسمة لآبل هي إطلاق “سيري” المُعزّز بالذكاء الاصطناعي في مارس/آذار، وتقييم ردود فعل المستخدمين. سيكون من المهم مراقبة كيفية أداء هذه الميزات الجديدة، وما إذا كانت قادرة على التنافس بفعالية مع الحلول المماثلة التي تقدمها الشركات الأخرى. لا يزال من غير الواضح كيف ستتحول المنافسة في هذا المجال على المدى الطويل، ولكن من المؤكد أن آبل ستلعب دوراً مهماً في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي.

شاركها.