أصبح العثور على الحب في عام 2026 مرتبطًا بشكل متزايد بالرياضة والأنشطة البدنية، وفقًا لبيانات جديدة. تشير الأبحاث التي أجرتها Feeld، وهي تطبيق مواعدة يستهدف أصحاب العقول المنفتحة، إلى أن الاهتمام بالرياضة أصبح وسيلة قوية لبناء العلاقات، خاصة بين الشباب. يبدو أن الرياضة أصبحت العملة الاجتماعية الجديدة للتواصل.

الرياضة كمفتاح للعلاقات: اتجاه متنامي في عالم المواعدة

أظهرت الدراسات أن هناك تحولًا ملحوظًا في كيفية لقاء الأشخاص وتكوين علاقاتهم. لم تعد المقاهي والحفلات هي الأماكن الوحيدة المتاحة؛ بل أصبحت الأنشطة الرياضية والنوادي الرياضية منصات جديدة للتواصل الاجتماعي وإيجاد شريك الحياة. هذا الاتجاه يعكس اهتمامًا متزايدًا بالصحة واللياقة البدنية، بالإضافة إلى الرغبة في تجارب مشتركة ذات معنى.

صرح الدكتور لوك برونينغ، محاضر في الأخلاقيات التطبيقية ومدير مشارك لمركز الحب والجنس والعلاقات (CLSR) بجامعة ليدز، بأن التركيز على التجارب والتواصل الاجتماعي وتكوين علاقات حميمة من خلال الأنشطة المنظمة والنوادي يساعد في فهم سبب اهتمام المزيد من الناس بالرياضة. وأضاف أن زيادة تمثيل المرأة في الرياضة، وظهور رياضات غير تقليدية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتركيز الثقافي على الصحة واللياقة البدنية، كلها عوامل ساهمت في هذا التحول.

جيل زد والرياضة: تغيير في الأولويات

أظهرت البيانات أن الرياضة تحتل ثمانية من بين أفضل عشرة اهتمامات متزايدة لدى جيل زد. ما بدأ بنوادي الجري كطريقة شائعة للقاءات العابرة، تطور ليصبح ازدهارًا حقيقيًا في استخدام الرياضة كوسيلة للتواصل. وقد شهدت رياضات مثل التنس وكرة القدم والسلة واللياقة البدنية بشكل عام زيادة في الاهتمام تتراوح بين 300٪ و 600٪.

شهدت كرة القدم زيادة تقارب 700٪، بينما شهدت رياضات مثل كرة السلة وكرة القدم والجري والسباحة والتمارين الرياضية زيادة بنسبة 4.5 ضعف تقريبًا. هذا الارتفاع في الاهتمام يعكس رغبة الشباب في الانخراط في أنشطة صحية وممتعة، بالإضافة إلى فرص التواصل الاجتماعي التي توفرها هذه الأنشطة.

تأثير الأحداث الرياضية الكبرى على المواعدة

لم يقتصر الأمر على النوادي الرياضية العادية؛ بل امتد ليشمل الأحداث الرياضية الكبرى. على سبيل المثال، خلال أسبوع المعجبين في مركز بيل جين كينج الوطني للتنس في الولايات المتحدة، أنتجت بطولة أمريكا المفتوحة سلسلة على يوتيوب بعنوان “Game, Set, Matchmaker” تتبع ثمانية أزواج تم ترتيب لقائهم لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم أن يكونوا شركاء لبعضهم البعض في الحياة.

وبالمثل، شهدت بطولة رايدر كاب في سبتمبر الماضي إقبالًا من النساء العازبات اللواتي تخلىن عن تطبيقات المواعدة وتوجهن إلى البطولة بحثًا عن شركاء محتملين. وقد شاركت الكوميدية هيذر ماكمهان على بودكاست الخاص بها نصيحة للنساء في المنطقة بالتوجه إلى بيثبيدج لمقابلة أشخاص جدد.

ظهور رياضات جديدة في عالم المواعدة

بالإضافة إلى الرياضات التقليدية، ساهمت الرياضات الجديدة في هذا الاتجاه. أصبحت ملاعب البيكبول في مدينة نيويورك أماكن ساخنة للجيل زد وميلينيالز الباحثين عن الحب. تتيح طبيعة البيكبول غير الرسمية والاجتماعية فرصة للتعارف والتحدث مع الغرباء أثناء اللعب.

لا تزال نوادي الجري تحتل مكانة مهمة في هذا المشهد، حيث تعتبر “تيندر الجديد” بالنسبة للعديد من العزاب. وأشار الدكتور زاك تيرنر إلى أن الانضمام إلى نوادي الجري أو أي رياضة منظمة يساعد العزاب على مقابلة أشخاص جدد والتواصل من خلال “المعاناة المشتركة”. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتداء الملابس الرياضية يلغي الحاجة إلى القلق بشأن اختيار الزي المناسب في المواعيد الأولى.

يبدو أن هذا الاتجاه سيستمر في النمو، حيث يبحث المزيد من الناس عن طرق مبتكرة لتكوين علاقات ذات معنى. من المتوقع أن تستمر الرياضة في لعب دور متزايد الأهمية في عالم المواعدة، وأن تشهد المزيد من الأحداث والأنشطة الرياضية تحولًا إلى منصات للتواصل الاجتماعي وإيجاد الشريك المناسب. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا الاتجاه سيؤدي إلى تغييرات جذرية في ديناميكيات المواعدة التقليدية، أو ما إذا كان مجرد إضافة جديدة إلى مجموعة متنوعة من الطرق المتاحة للعثور على الحب.

شاركها.