شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية مكثفة على مناطق متفرقة في جنوب وشرق لبنان اليوم الجمعة، مما أدى إلى تصعيد التوترات الحدودية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن هذه الغارات استهدفت بنية تحتية تابعة لحزب الله، في رد على ما وصفه بانتهاكات لاتفاق وقف الأعمال العدائية. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار الإقليمي، وتثير مخاوف بشأن احتمال اتساع نطاق الصراع في المنطقة.

العدوان الإسرائيلي على لبنان وتصعيد القصف

استهدفت الغارات الإسرائيلية محيط بلدة بصليا في إقليم التفاح جنوب لبنان، بالإضافة إلى مناطق قريبة من مدينة الهرمل في شرق البلاد، وفقًا لمراسلينا. وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ سلسلة غارات على جبل صافي ومنطقة البريج قرب بلدة جباع، وكذلك على وادي كفرملكي في بلدة بصليا. لم يصدر حتى الآن تقرير رسمي حول حجم الأضرار أو وقوع إصابات نتيجة هذه الغارات.

في المقابل، صرح الجيش الإسرائيلي بأنه قام بقصف مواقع تابعة لحزب الله، زاعمًا أنها تضم مستودعات أسلحة ومرافق تدريب تابعة لقوة الرضوان التابعة للحزب. وادعى الجيش أن هذه الأنشطة تمثل خرقًا لاتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي.

خلفية الصراع وتصعيد التوترات

بدأت إسرائيل عمليات عسكرية ضد لبنان في أكتوبر 2023، وتصاعدت هذه العمليات في سبتمبر 2024 لتشمل حربًا شاملة. وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، تتهم إسرائيل حزب الله بانتهاك هذا الاتفاق، وتواصل الاحتفاظ بالسيطرة على خمس تلال لبنانية كانت قد استولت عليها خلال الحرب. هذا الاحتلال المستمر يمثل نقطة خلاف رئيسية بين الطرفين.

تأتي هذه التطورات في سياق صراع أوسع يمتد لعقود، حيث تحتل إسرائيل أراضي فلسطينية ولبنانية وسورية. ورفضت إسرائيل مرارًا وتكرارًا الانسحاب من هذه الأراضي، كما تعارض إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل عام 1967. هذه السياسات الإسرائيلية تعتبر من العوامل الرئيسية التي تساهم في استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

الوضع الحدودي يشكل مصدر قلق بالغ، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار. وتتهم إسرائيل حزب الله بإطلاق الصواريخ وتنفيذ عمليات هجومية، بينما يتهم حزب الله إسرائيل بشن غارات جوية وبرية على الأراضي اللبنانية. هذا التبادل للاتهامات يزيد من صعوبة التوصل إلى حل دائم للصراع.

الاستجابة الدولية كانت محدودة حتى الآن، حيث دعت العديد من الدول إلى الهدوء وضبط النفس، وإلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار. ومع ذلك، لم يتم اتخاذ أي إجراءات ملموسة لوقف التصعيد أو لفرض حل على الطرفين. هذا الغياب للدعم الدولي الفعال يزيد من خطر استمرار الصراع.

تأثير الصراع على المدنيين يثير قلقًا بالغًا، حيث تسببت الغارات الإسرائيلية في تدمير المنازل والبنية التحتية، وتشريد الآلاف من المدنيين. كما أدت هذه الغارات إلى تعطيل الحياة اليومية، وإلى نقص في المواد الغذائية والطبية. هذا التأثير الإنساني للصراع يتطلب تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي.

مستقبل التوترات بين إسرائيل وحزب الله

من المتوقع أن يستمر التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الأيام والأسابيع القادمة. وتعتمد تطورات الوضع على مدى التزام الطرفين باتفاق وقف إطلاق النار، وعلى ردود أفعالهم تجاه أي انتهاكات محتملة. من غير الواضح ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية ستنجح في التوصل إلى حل دائم للصراع، أو ما إذا كانت المنطقة ستشهد المزيد من التصعيد. يجب مراقبة تطورات الوضع عن كثب، وتقييم المخاطر المحتملة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين ومنع اتساع نطاق الصراع.

الوضع السياسي الداخلي في كل من إسرائيل ولبنان يلعب دورًا في تحديد مسار الصراع. ففي إسرائيل، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطًا داخلية بسبب تدهور الوضع الأمني، بينما يواجه لبنان أزمة سياسية واقتصادية حادة. هذه العوامل الداخلية قد تدفع الطرفين إلى اتخاذ قرارات متسرعة قد تؤدي إلى تصعيد الصراع.

شاركها.