أوكرانيا وروسيا: تصعيد جديد في القصف المتبادل مع استهداف منشآت نفطية، في ظل استمرار الحرب الدائرة بين البلدين. أفادت السلطات الأوكرانية بمقتل مدني وإصابة آخرين نتيجة قصف روسي على منطقة تشرنيهيف، بينما اتهمت روسيا أوكرانيا بشن هجوم بطائرات مسيرة على منشآت نفطية في منطقة كراسنودار جنوب غرب البلاد.

تصعيد القصف بين روسيا وأوكرانيا

أعلنت سلطات منطقة تشرنيهيف الأوكرانية عن مقتل شخص واحد وإصابة عدد من المدنيين، يوم عيد الميلاد، جراء قصف روسي استهدف المنطقة. لم يتم الإفصاح عن تفاصيل إضافية حول طبيعة القصف أو الأهداف المحددة، لكن السلطات أكدت أنها تعمل على تقييم الأضرار وتقديم المساعدة للمتضررين.

في المقابل، اتهمت السلطات الروسية القوات الأوكرانية بشن هجوم بطائرتين مسيرتين على ناقلتي نفط في ميناء تيمريوك بمنطقة كراسنودار. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم تسبب في اندلاع حرائق كبيرة في الناقلتين، امتدت على مساحة تقدر بنحو 4000 متر مربع.

هجوم تيمريوك وتأثيره المحتمل

أشارت التقارير الأولية إلى أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق، لكن الأضرار المادية لا تزال قيد التقييم. هذا الهجوم على منشآت نفطية يمثل تصعيدًا جديدًا في الصراع، وقد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية.

يأتي هذا التصعيد بعد فترة من القتال المكثف في شرق وجنوب أوكرانيا، حيث تركز القوات الروسية على السيطرة على المزيد من الأراضي. في الوقت نفسه، تواصل أوكرانيا جهودها لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا، بدعم من حلفائها الغربيين.

الحرب في أوكرانيا مستمرة منذ فبراير 2022، وتسببت في أزمة إنسانية كبيرة، مع نزوح ملايين الأوكرانيين إلى دول أخرى. كما أدت الحرب إلى فرض عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى.

في سياق متصل، وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رسالة تهنئة إلى شعبه بمناسبة عيد الميلاد، مؤكدًا على أهمية الوحدة والصمود في مواجهة التحديات. وأشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا تحتفل بهذه المناسبة في ظل ظروف صعبة للغاية، لكنه أعرب عن ثقته في النصر النهائي.

الوضع الميداني يشهد تقلبات مستمرة، مع استمرار القصف المتبادل وتبادل الهجمات بين الجانبين. تتركز الاشتباكات حاليًا حول مدينة باخموت في منطقة دونيتسك، حيث تسعى القوات الروسية إلى تحقيق تقدم.

المفاوضات المحتملة لا تزال معلقة، حيث يصر كل من روسيا وأوكرانيا على شروطهما المسبقة. تطالب روسيا بضمانات بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بينما تصر أوكرانيا على استعادة جميع أراضيها المحتلة.

من المتوقع أن يستمر القصف المتبادل والتصعيد العسكري في الأيام والأسابيع القادمة، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو استئناف المفاوضات. يجب مراقبة التطورات على الأرض عن كثب، وتقييم تأثيرها على الوضع الإنساني والاقتصادي في المنطقة والعالم.

تعتبر منطقة كراسنودار نقطة عبور استراتيجية للنفط الروسي، والهجوم عليها يثير تساؤلات حول قدرة أوكرانيا على استهداف البنية التحتية الحيوية داخل روسيا.

شاركها.