أطلقت شركة أبل أكاديمية للمطورين في ديترويت قبل عامين، كجزء من مبادرة استثمارية بقيمة 200 مليون دولار، بهدف توسيع الفرص للأقليات العرقية في المدينة الأفقر بين المدن الكبرى في الولايات المتحدة. وقد التحقت ليزماري فرنانديز، وهي طالبة قانون طموحة، بالدورة التدريبية المجانية لتعلم تطوير تطبيقات آيفون، لكن تجربتها سلطت الضوء على التحديات التي تواجه برامج التدريب التقني. هذا المقال يتناول تفاصيل هذه الأكاديمية وتقييم نجاحها في مجال تطوير التطبيقات.

تأسست الأكاديمية في عام 2021، واستقبلت حتى الآن أكثر من 1700 طالب، وتتعاون مع جامعة ولاية ميشيغان في تقديم الدورة التي تستغرق 10 أشهر. ومع ذلك، أظهرت مراجعة العقود والميزانيات، بالإضافة إلى مقابلات مع مسؤولين وخريجين، أن البرنامج واجه صعوبات في تحقيق أهدافه بالكامل، خاصة فيما يتعلق بتوفير الدعم المالي الكافي وإعداد الخريجين لسوق العمل.

تقييم برنامج أبل لتطوير التطبيقات: التحديات والفرص

أظهر استطلاع للرأي شمل سبعة خريجين أنهم تلقوا تجربة جيدة في الأكاديمية، مشيرين إلى الفوائد مثل الإرشاد من الطلاب السابقين. وأعربت فرنانديز عن إعجابها بالتركيز على تطوير تطبيقات شاملة، وسلسلة المحاضرين من أبل الذين كانوا على استعداد للمساعدة وتقديم دروس صريحة. ومع ذلك، وجدت أن الدورة لم تمنحها الخبرة أو المحفظة اللازمة للحصول على وظيفة في مجال البرمجة.

الدعم المالي والتركيبة السكانية للطلاب

أشارت فرنانديز إلى أن المخصص المالي لتغطية نفقات المعيشة كان غير كافٍ، مما اضطر العديد من الطلاب إلى الاعتماد على برامج المساعدة الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، فإن قبول الطلاب من خلفيات متنوعة، بما في ذلك الأسر والعمر المتقدم، قد أدى إلى تعقيد عملية التدريس وتحديد معايير النجاح.

وفقًا لسارة جريتر، قائدة الأكاديمية في جامعة ولاية ميشيغان، فإن الطلاب يتراوح أعمارهم بين 18 و 70 عامًا، مع وجود حالات لأفراد العائلة الذين التحقوا بالبرنامج معًا، بما في ذلك الأمهات وابنائهن.

الاستثمار العام والنتائج المتوقعة

بلغ إجمالي الاستثمار في الأكاديمية ما يقرب من 30 مليون دولار على مدى أربع سنوات، حيث ساهم دافعو الضرائب في ميشيغان بحوالي 30٪ من هذا المبلغ، بالإضافة إلى مساهمات من الجامعة. هذا الاستثمار الكبير يثير تساؤلات حول فعالية البرنامج وقدرته على تحقيق أهدافه المتمثلة في تمكين المجتمعات المهمشة.

يرى باحثون في مجال التعليم التقني، مثل كوين بورك، أن التدريب الذي تقدمه الأكاديمية يتفوق على جودة العديد من معسكرات الترميز التي انتشرت في العقد الماضي، والتي غالبًا ما تركت الطلاب مثقلين بالديون ومهارات محدودة. ومع ذلك، فإن التحدي يكمن في ضمان حصول جميع الطلاب على الدعم اللازم لتحقيق النجاح، بغض النظر عن خلفياتهم أو ظروفهم.

تأثير الأكاديمية على سوق العمل

على الرغم من التحديات، فقد أحدثت الأكاديمية تأثيرًا إيجابيًا على حياة بعض الخريجين. مين ثو خين، على سبيل المثال، يقول إن البرنامج غير حياته، وأنه يقوم الآن بتوجيه طلاب الترميز ويعمل في قسم Genius Bar في متجر أبل. ويطمح خين إلى أن يصبح مهندس برمجيات في أبل.

يشير خبراء في مجال تطوير البرمجيات إلى أن سوق العمل يتطلب مهارات متخصصة وخبرة عملية، وأن برامج التدريب القصيرة قد لا تكون كافية لإعداد الخريجين لهذه المتطلبات. لذلك، من الضروري أن توفر الأكاديمية فرصًا للطلاب لاكتساب الخبرة من خلال التدريب العملي والمشاريع الواقعية.

الدروس المستفادة في مجال التدريب التقني

تعتبر أكاديمية أبل في ديترويت مثالًا على الجهود المتزايدة التي تبذلها شركات التكنولوجيا للاستثمار في برامج التدريب المهني، خاصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن تجربة الأكاديمية تسلط الضوء على أهمية معالجة التحديات المتعلقة بالدعم المالي، والتنوع في الطلاب، وتوفير التدريب العملي اللازم.

تتطلب عملية تعلم البرمجة وقتًا وجهدًا كبيرين، وقد يحتاج الطلاب إلى دعم إضافي للتغلب على العقبات وتحقيق النجاح. يجب أن تركز برامج التدريب التقني على تلبية احتياجات الطلاب المختلفة، وتوفير بيئة تعليمية شاملة وداعمة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن قياس النجاح يجب أن يتجاوز مجرد عدد الخريجين، ليشمل أيضًا معدلات التوظيف، ومستوى الدخل، ورضا الخريجين عن البرنامج. يجب أن تكون هناك آليات لتقييم فعالية البرنامج وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.

في الختام، من المتوقع أن تقوم شركة أبل وجامعة ولاية ميشيغان بتقييم شامل لنتائج الأكاديمية في الأشهر القادمة، بهدف تحديد الخطوات اللازمة لتحسين البرنامج وزيادة تأثيره. من بين الأمور التي يجب مراقبتها هو مدى قدرة الأكاديمية على توفير الدعم المالي الكافي للطلاب، وتطوير المناهج الدراسية لتلبية احتياجات سوق العمل، وتعزيز فرص التدريب العملي للخريجين. مستقبل التعليم التقني يعتمد على هذه الجهود.

شاركها.