في عالم البحث الدائم عن الشباب والحفاظ على نضارة البشرة، يلجأ البعض إلى علاجات تجميلية غريبة وغير تقليدية. تشمل هذه العلاجات استخدام مواد طبيعية أو حتى بيولوجية قد تبدو صادمة للبعض، ولكنها تستند إلى معتقدات حول فوائدها المحتملة للبشرة. من بين هذه العلاجات، نجد استخدام براز الطيور، ومشيمة الخراف، وعلاجات الدم المختلفة، وحتى الحيوانات المنوية للسلمون، وحتى الدم الحيضي. هذه الممارسات تثير تساؤلات حول فعاليتها وسلامتها، وتستحق التدقيق.
علاجات تجميلية غريبة: هل تستحق المخاطرة من أجل تجديد البشرة؟
لطالما سعى الإنسان إلى إيجاد طرق لإبطاء عملية الشيخوخة وتحسين مظهر بشرته. تاريخيًا، استخدمت العديد من الحضارات مكونات غير عادية في مستحضرات التجميل، ولكن بعض هذه الممارسات لا تزال تثير الدهشة في العصر الحديث. تتراوح هذه العلاجات بين تلك التي تستند إلى تقاليد قديمة وتلك التي تستفيد من أحدث الاكتشافات العلمية، ولكنها جميعًا تشترك في هدف واحد: تحقيق تجديد البشرة.
براز الطيور: سر جمال المشاهير؟
أحد أغرب العلاجات التجميلية هو استخدام براز الطيور، وخاصةً النورس الياباني، في ماسكات الوجه. يُعرف هذا العلاج باسم “uguisu no fun” في اليابان، وقد استخدمه ممثلو الكابوكي والجيشا في الماضي لإزالة المكياج الثقيل وتفتيح البشرة. يحتوي براز الطيور على نسبة عالية من اليوريا وحمض الجوانين، وهما مركبان يعتقد أنهما يساعدان في ترطيب البشرة ومكافحة أضرار أشعة الشمس.
يشاع أن العديد من المشاهير، مثل توم كروز وديفيد وفيكتوريا بيكهام، يستخدمون هذا العلاج للحفاظ على بشرتهم شابة. ومع ذلك، لا تزال الأدلة العلمية على فعالية هذا العلاج محدودة.
مشيمة الخراف: بين الطب التقليدي والجدل العلمي
تُعتبر مشيمة الخراف مكونًا أساسيًا في الطب التقليدي في العديد من الثقافات، حيث يُعتقد أنها تمتلك خصائص علاجية قوية، بما في ذلك تعزيز التئام الجروح ومضادات الأكسدة والالتهابات. في السنوات الأخيرة، بدأت مشيمة الخراف تظهر في تركيبات مستحضرات التجميل وعلاجات الوجه.
يدعي المؤيدون أن مشيمة الخراف غنية بالبروتينات التي تحفز إنتاج الكولاجين، مما يساعد على تفتيح البشرة وتشديدها وتقليل علامات الشيخوخة. لكن الأطباء الجلدية يحذرون من أن فعالية هذه المنتجات لا تزال موضع نقاش، وأن وجود هرمونات في المشيمة قد يسبب مشاكل جلدية.
علاج “فامباير”: استخدام دم المريض لتجديد الخلايا
يُعرف علاج “فامباير” أو “الوجه الفامبايري” بأنه علاج تجميلي مثير للجدل يتضمن سحب دم من ذراع المريض، ثم فصل بلازما غنية بالصفائح الدموية (PRP) باستخدام جهاز طرد مركزي، وأخيرًا حقنها في الوجه. تهدف هذه الطريقة إلى تحفيز تجديد الخلايا وتعزيز إنتاج الكولاجين.
اكتسب هذا العلاج شهرة واسعة بعد أن نشرت نجمة تلفزيون الواقع كيم كاردشيان صورة له على انستغرام في عام 2013. على الرغم من أن علاج “فامباير” يمكن أن يكون آمنًا إذا تم إجراؤه بواسطة متخصصين مرخصين، إلا أن سوء التعامل مع الإبر قد أدى إلى إصابات بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) بين بعض الباحثين عن الشباب.
الحيوانات المنوية للسلمون: مفاجأة في عالم التجميل
قد يبدو استخدام الحيوانات المنوية للسلمون في علاجات الوجه أمرًا غريبًا، لكنه أصبح شائعًا بين بعض المشاهير، مثل جينيفر أنيستون وكيم كاردشيان. يُعتقد أن هذا العلاج يحفز إنتاج الكولاجين ويزيد من تجديد الخلايا ويحسن من تصبغ الجلد والالتهابات.
تشير الدراسات إلى أن الحمض النووي الموجود في الحيوانات المنوية للسلمون يمكن أن يساعد في إصلاح تلف الخلايا وتسريع التئام الجروح وتقليل الالتهابات. كما تم تطوير طلاء شفاف من الحمض النووي للسلمون لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
الدم الحيضي: علاج طبيعي أم خطر محتمل؟
في السنوات الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ممارسة “التمسيد الحيضي”، والتي تتضمن وضع الدم الحيضي على الوجه لبضع دقائق قبل شطفه. تدعي المؤيدات أن الدم الحيضي يحتوي على خلايا جذعية وسيتوكينات وبروتينات يمكن أن تعيد إحياء البشرة وتمنحها توهجًا إضافيًا.
أظهرت دراسة نشرتها جمعية التجارب البيولوجية الأمريكية (FASEB) أن الجروح التي تم علاجها ببلازما الدم الحيضي قد شفيت بنسبة 100٪ في غضون 24 ساعة، مقارنة بنسبة 40٪ مع بلازما الدم العادية. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن الدم الحيضي قد يحتوي على بكتيريا وفطريات ضارة، بما في ذلك المكورات العنقودية الذهبية، والتي يمكن أن تسبب التهابات جلدية.
في الختام، يظل البحث عن تجديد البشرة محفزًا للابتكار، حتى لو أدى ذلك إلى ظهور علاجات تجميلية غير تقليدية. من المتوقع أن يستمر العلماء في استكشاف إمكانات المكونات الطبيعية والبيولوجية في تحسين صحة ومظهر البشرة، ولكن من الضروري إجراء المزيد من البحوث لتقييم فعالية وسلامة هذه العلاجات بشكل كامل. يجب على الأفراد الذين يفكرون في تجربة أي من هذه العلاجات استشارة أخصائي جلدية مؤهل لتقييم المخاطر والفوائد المحتملة.






