انحرفت ناقلة نفط خاضعة للعقوبات، وهي ناقلة نفط، عن مسارها قبالة سواحل فنزويلا بعد ملاحقتها من قبل القوات الأمريكية، وعادت إلى المحيط الأطلسي. تأتي هذه الخطوة في إطار استمرار الضغط الأمريكي على حكومة كاراكاس من خلال الحصار المفروض، بهدف تقييد صادرات النفط الفنزويلية. وتؤكد مصادر مطلعة أن هذه الأحداث تعكس تعقيد المشهد البحري في المنطقة وتأثير العقوبات على حركة التجارة.

أفادت تقارير إعلامية أن خفر السواحل الأمريكي رصد السفينة “بيلا 1” في ظروف جوية سيئة بالقرب من بربادوس يوم الأحد، وطالبها بالتوجه إلى مياه أكثر هدوءًا لتسهيل عملية الصعود إليها. ومع ذلك، تجاهلت السفينة التعليمات وأبحرت باتجاه المحيط الأطلسي، مما أثار تساؤلات حول وجهتها النهائية وقدرة السلطات الأمريكية على اعتراضها.

الحصار الأمريكي وناقلات النفط الفنزويلية

يعكس قرار طاقم ناقلة النفط بالانحراف عن مساره قبالة السواحل الفنزويلية التحديات التي تواجهها البلاد في تصدير نفطها بسبب الحصار الأمريكي. تعتمد فنزويلا بشكل كبير على صادرات النفط كمصدر رئيسي للدخل، وقد أدت العقوبات إلى انخفاض حاد في هذه الصادرات، مما أثر سلبًا على الاقتصاد الوطني.

تأتي هذه الحوادث في سياق انتشار عسكري أمريكي واسع النطاق في المنطقة، وهو الأكبر منذ عقود، يهدف إلى مكافحة تهريب المخدرات وزيادة الضغط على حكومة فنزويلا. وقد كثفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهودها لعرقلة ناقلات النفط المتجهة من وإلى فنزويلا، في محاولة لقطع مصادر تمويل حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

عمليات الاعتراض الأخيرة

في نهاية الأسبوع الماضي، صعدت القوات الأمريكية على متن ناقلة نفط أخرى، “سنتشريز”، وهي مملوكة لشركة مقرها هونغ كونغ، في عملية منفصلة عن ملاحقة “بيلا 1”. كما تم اعتراض ناقلة نفط خام كبيرة، “سكيبر”، في العاشر من ديسمبر. تشير هذه العمليات إلى استراتيجية أمريكية متصاعدة تستهدف شبكة نقل النفط الفنزويلية.

وتشير التقديرات إلى أن فنزويلا تواجه صعوبات متزايدة في إيجاد مشترين لإنتاجها النفطي، مما يؤدي إلى تراكم المخزونات وارتفاع تكاليف التخزين. هذا الوضع يهدد بإجبار البلاد على إغلاق بعض آبار النفط في المستقبل القريب، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.

صرح مسؤول أمريكي بأن خفر السواحل لم يتوقف عن ملاحقة “بيلا 1″، وأن هناك أمرًا قضائيًا بالحجز عليها. ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن فرص اعتراض السفينة ضئيلة نظرًا لبعدها عن السواحل الفنزويلية وقدرتها على المناورة في المياه الدولية.

حذر الرئيس ترامب مادورو من تحدي الولايات المتحدة، وتعهد بالاحتفاظ بالنفط المصادر من أي ناقلة أخرى. في الوقت نفسه، صرحت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم بأن مادورو “يجب أن يرحل”، مما يشير إلى أن الإدارة الأمريكية قد تفكر في خيارات أخرى تتجاوز مجرد العقوبات الاقتصادية.

أكد وزير الخارجية ماركو روبيو على أن التعاون بين مادورو وتجار المخدرات والإرهابيين أمر “غير مقبول”، لكنه لم يوضح ما إذا كان تغيير النظام هو الهدف النهائي للسياسة الأمريكية تجاه فنزويلا. هذه التصريحات تزيد من حالة عدم اليقين المحيطة بالوضع في فنزويلا.

بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن فنزويلا تعتمد بشكل متزايد على أسطول “الظل” من السفن لتجاوز الحصار النفطي، مما يجعل من الصعب على السلطات الأمريكية تتبع وتوقيف شحنات النفط. هذه التكتيكات تعقد جهود الولايات المتحدة لتقييد تدفق الإيرادات إلى حكومة مادورو.

من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في ممارسة الضغط على فنزويلا من خلال العقوبات الاقتصادية والعمليات العسكرية. ومع ذلك، فإن فعالية هذه الإجراءات لا تزال موضع تساؤل، حيث يبدو أن مادورو قادرًا على الصمود في وجه الضغوط الخارجية. سيكون من المهم مراقبة تطورات الوضع في فنزويلا في الأسابيع والأشهر القادمة، وخاصةً فيما يتعلق بقدرة البلاد على الحفاظ على إنتاجها النفطي وتجنب إغلاق آبار النفط.

شاركها.