30/11/2024–|آخر تحديث: 30/11/202405:15 م (بتوقيت مكة المكرمة)
شهدت الساعات الماضية في سوريا تطورات دراماتيكية بعد بدء فصائل المعارضة ما سمتها معركة “ردع العدوان” وسيطرتها بشكل سريع على مناطق واسعة في إدلب وحلب شمال غرب البلاد مع انهيار الجيش السوري أمامها.
وفي أحدث تطور، قالت المعارضة السورية المسلحة إنها سيطرت على مطار حلب الدولي وذلك بعد أن أوردت بعض المصادر أن الجيش السوري سلم المطار مع عدة مواقع في حلب إلى ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية.
وقال مصدران من المعارضة السورية لرويترز اليوم السبت إن قوات المعارضة أعلنت سيطرتها بالكامل على محافظة إدلب بعدما سيطرت على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية جنوبي المحافظة ومدن وبلدات أخرى.
في الوقت نفسه عزز مقاتلو المعارضة من مكاسبهم في حلب المجاورة فيما سلم الجيش السوري عدة مواقع لقوات سوريا الديمقراطية التي يسيطر عليها الأكراد، وذلك بعد انهياره وانسحابه سريعا من المدينة.
وباتت قوات المعارضة تسيطر على غالبية مدينة حلب، بعد يومين على بدء هجوم مباغت ضدّ الجيش السوري، وأسفر عن مقتل العشرات.
غارات على حلب
وعصر اليوم أفاد مراسل الجزيرة بتعرض عدة مناطق سيطرت عليها قوات المعارضة في حلب لغارات جوية من بينها دوار الباسل والقصر البلدي.
وقال المراسل إن قتلى وجرحى سقطوا جراء الغارة التي استهدفت دوار الباسل وسط مدينة حلب.
واندلعت الاشتباكات بين فصائل المعارضة المسلحة والجيش السوري في ريف حلب الغربي الأربعاء الماضي، وتقدمت قوات المعارضة بسرعة في الريف الغربي باتجاه مدينة حلب قبل أن تدخل المدينة عصر أمس الجمعة وتسيطر على أجزاء واسعة فيها بما فيها قلعتها التاريخية.
كما سيطرت الفصائل على ساحة سعد الله الجابري في مركز المدينة، فضلا عن مبنى المحافظة ومراكز الشرطة ومقرات أمنية وأطلقت المئات من المعتقلين فيها.
وقال ثلاثة سكان لرويترز إن آلاف السيارات المدنية تغادر مدينة حلب عبر طريق خناصر أثريا الرئيسي إلى خارج المدينة، وذلك بعد ساعات من اجتياح مقاتلي المعارضة أحياء رئيسية هناك.
وأضافوا أن السيارات تتجه في الغالب صوب اللاذقية والسلمية، مع إغلاق الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب جراء هجوم المعارضة.
بيان الجيش
وأقرّ الجيش السوري اليوم السبت بدخول فصائل المعارضة إلى “أجزاء واسعة” من مدينة حلب، مشيرا إلى مقتل العشرات من مقاتليه خلال معارك امتدت على مساحات واسعة، وفق ما أوردت وزارة الدفاع.
ونقلت الوزارة عن مصدر عسكري قوله “تمكنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب” بعدما نفذ الجيش عملية “إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع والتحضير لهجوم مضاد”.
وجاء ذلك بحسب المصدر بعد “معارك شرسة… على شريط يتجاوز 100 كم لوقف تقدمها وارتقى خلال المعارك العشرات من رجال قواتنا المسلحة”.
“ردع العدوان”
وكانت المعارضة المسلحة أعلنت الأربعاء بدء ما سمتها “معركة ردع العدوان”، وقال حسن عبد الغني الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين -التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى- إن الهدف من العملية توجيه “ضربة استباقية” لحشود قوات النظام التي تهدد المواقع التي تسيطر عليها المعارضة.ي
وتأتي الاشتباكات في المنطقة بعد أشهر من الهدوء النسبي كانت تتخلله عمليات قصف متفرقة من جانب الجيش السوري لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
وهذا التقدم هو الأول من نوعه منذ مارس/آذار 2020 عندما اتفقت روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا التي تدعم فصائل معارضة، على وقف لإطلاق النار أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمعارضة في شمال غرب سوريا.