Site icon السعودية برس

6 أسئلة بشأن اشتباكات السويداء في سوريا

|

حصدت موجة جديدة من الاشتباكات بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية في السويداء عشرات القتلى والجرحى، وأعادت إلى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها السلطة الجديدة منذ الإطاحة بحكم بشار الأسد.

وتوالت الدعوات من الجهات الرسمية لفرض النظام وتغليب لغة الحوار لتجنب مزيد من التصعيد في المنطقة التي سبق أن شهدت قبل أسابيع أحداثا مشابهة.

نستعرض في التقرير التالي أبرز المعطيات بشأن الوضع في السويداء عبر 6 أسئلة:

ما سبب الاشتباكات الجديدة؟

قالت وزارة الداخلية السورية إن الاشتباكات الجديدة وقعت “على خلفية توترات متراكمة خلال الفترات السابقة”.

وقال قائد الأمن الداخلي نزار الحريري إن التوتر بدأ إثر حادثة سلب وقعت على طريق دمشق السويداء أعقبتها عمليات خطف متبادلة.

ووفقا لمراسل الجزيرة نت في السويداء أيمن الشوفي، اندلعت الاشتباكات أمس الأول السبت بعد اعتداء تعرّض له السائق فضل الله دوارة أثناء عودته بسيارة خضار في وقت متأخر إلى السويداء في المنطقة الواقعة بين خربة الشايب والفيلق الأول بريف دمشق، وبحسب رواية دوارة لأقاربه فإن سيارته سُلبت بما فيها، إضافة إلى مبلغ 7 ملايين ليرة (نحو 695 دولارا).

وأشار المراسل إلى أن مسلحين دروزا هاجموا حي المقوس شرقي السويداء الذي تقطنه عشائر بدوية، لتحرير نحو 10 دروز احتجزهم أفراد من العشائر منذ صباح أمس الأحد، ردا على احتجاز مسلحين دروز عددا من أبناء العشائر في التوقيت ذاته أيضا.

وتشهد السويداء منذ فترة حكم النظام السوري السابق انتشارا واسعا للسلاح، حيث تمتلكه جهات عديدة صارت مع مرور الوقت تميل إلى الاحتفاظ به.

ما حصيلة الاشتباكات؟

أعلنت السلطات السورية أن الاشتباكات التي استخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة أسفرت عن أكثر من 30 قتيلا ونحو 100 جريح.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر قولها إن معظم الضحايا من عناصر المجموعات المسلحة، في حين تضرر بعض المدنيين جراء الاشتباكات.

من جانبها، نقلت قناة الإخبارية السورية عن مصدر في وزارة الدفاع تأكيده ارتفاع عدد قتلى الجيش إلى 6 خلال فض الاشتباكات في السويداء.

كيف ردت السلطات؟

أعلنت وزارة الدفاع السورية أنها باشرت بالتعاون مع وزارة الداخلية “نشر وحداتها العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم”.

واعتبرت الوزارة في بيان أن “الفراغ المؤسساتي الذي رافق اندلاع هذه الاشتباكات ساهم في تفاقم مناخ الفوضى وانعدام القدرة على التدخل من قبل المؤسسات الرسمية الأمنية أو العسكرية، مما أعاق جهود التهدئة وضبط النفس”.

وأكدت قوات وزارة الداخلية أن قواتها تدخلت بشكل مباشر في السويداء لحل الصراع ووقف الاشتباكات وملاحقة المتسببين بالأحداث وتحويلهم إلى القضاء، وشددت على أهمية البدء بحوار شامل يعالج أسباب التوتر.

من جهته، قال وزير الداخلية أنس خطاب في منشور على موقع إكس إن “غياب مؤسسات الدولة -خصوصا العسكرية والأمنية منها- سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة”، معتبرا أنه “لا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها”.

ودعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى “ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار”، مضيفا “نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين”.

ما وضع المنطقة منذ بداية الحكم الجديد؟

سبق أن وقعت أحداث دامية في الساحل السوري في مارس/آذار الماضي، واشتباكات قرب دمشق بين مقاتلين دروز وقوات الأمن في أبريل/نيسان الماضي.

وأسفرت أعمال العنف تلك عن مقتل 119 شخصا على الأقل، بينهم مسلحون دروز وقوات أمن، وإثر الاشتباكات أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد.

ومنذ مايو/أيار الماضي يتولى إدارة الأمن في السويداء مسلحون دروز بموجب الاتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات، لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضا مسلحون من عشائر البدو السنة.

ما موقف الدروز؟

استنكرت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز الاشتباكات الجديدة وحذرت من الانجرار إلى الفتنة، داعية الحكومة السورية إلى ضبط الأمن على طريق دمشق السويداء.

وتُقدّر أعداد الدروز بأكثر من مليون، يتركز أغلبيتهم في مناطق جبلية بلبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية والأردن.

ويقدّر تعدادهم في سوريا بنحو 700 ألف، يعيش معظمهم في جنوب البلاد حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يوجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب شمال غربي البلاد.

وبعد الاشتباكات في أبريل/نيسان الماضي شنت اسرائيل غارات جوية في سوريا وحذرت دمشق من المساس بأبناء الطائفة الدرزية.

ما تداعيات الوضع في السويداء؟

تقع السويداء على بعد نحو 100 كيلومتر فقط من دمشق، وهي منطقة إستراتيجية قريبة من الحدود الأردنية، وقد يتسبب استمرار الفوضى الأمنية فيها -خاصة مع انتشار السلاح خارج سلطة الدولة- في خلق فراغ أمني قد تستغله جماعات مسلحة أو شبكات تهريب عبر الحدود.

كما شكّل غياب محافظ السويداء عن مكتبه لأسابيع بسبب التهديدات الأمنية، واحتلال مبنى المحافظة من قبل مجموعات محلية تحديا للسلطات في دمشق التي تسعى إلى فرض سيطرتها على مؤسساتها، وتجنب ما قد يشجع على تكرار هذا النموذج في مناطق أخرى.

ومع استمرار الانقسامات في السويداء قد تتعطل جهود الحكومة السورية في تحقيق مصالحة وطنية شاملة، مما يطيل أمد الأزمة ويؤثر على استقرار سوريا ككل.

Exit mobile version