Site icon السعودية برس

يورث تفريج الكربات وإجابة الدعوات.. خطيب المسجد الحرام: أصل النية والعمل

قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الصدق أصل أصيل في النية والمقال والعمل والحال، وهو طمأنينة وراحة بال يورث تفريج الكربات، وإجابة الدعوات.

يورث تفريج الكربات 

وأوضح “ المعيقلي” خلال خطبة الجمعة الثالثة من شهر ربيع الأول اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الصادق مصان جليل، والكاذب والعياذ بالله مهان ذليل، فلذا كان النبي، يذم الكذب ولو كان في شيء يسير.

وتابع: ويُنفر منه حتى على الطفل الصغير، فيشب على الصدق ويألفه، ويتجنب الكذب وبأنفه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا).

وأضاف أنه -صلى الله عليه وسلم –  حذر من الكذب، حتى لو كان على سبيل التسلية أو المزاح، فقد كان يمازح أهله وأصحابه، ولا يقول إلا حقًا، أنه كلما عظم موضوع الكذب، كبر خطره، وعظمت عقوبته،ولا سيما مع وجود وسائل النشر الإلكترونية.

وأردف:  وسرعة انتشار المقولة من اختلاق الإشاعات وتداولها، وما لها من أثر سيء على المجتمعات وأمنها، فليحذر العاقل من أن يكون أداة بيد أعدائه، وسبيلًا إلى إيذاء نفسه ومجتمعه ووطنه.

قرين الإخلاص

وأفاد بأنه وإذا كان النبي، نهى عن نقل الأخبار دون تثبت فقال -صلى الله عليه وسلم-: (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)، فكيف بمن يختلق الإشاعات والأكاذيب، فهو عُرضة للوعيد الشديد، وأعظم الكذب الكذب على الله أو على رسوله.

ودلل بما قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِرِينَ)، موضحًا أن يتخذوا الصدق شعارًا ودثارًا، والالتزام به سرًا وجهارًا وأن يرزقهم الله التقوى في قلوبهم.

واستطرد: والتوفيق والسداد في دروبهم، وأن يتذكروا أن الصدق قرين الإخلاص، فلن ينجوا يوم القيامة إلا الصادقون قَالَ اللَّهُ (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

وأشار إلى أن  الصدق خُلُقٌ عظیم مدح الله به نفسه، فقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا)، فالصدق من أشرف ما وصف به المُرْسَلُون، ففي القرآن الكريم: يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا﴾.

واستشهد بما قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا)، وأما نبينا وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهو الصادق الأمين قبل بعثته، ثم بالصدق جاء، وبالصدق أخبر، وبالصدق أمر.

Exit mobile version