Site icon السعودية برس

«وود ماكنزي»: العالم يحتاج استثمارات بمئات المليارات في النحاس

قالت شركة التحليلات “وود ماكنزي” إن التحول في سلسلة التوريد العالمية للنحاس بعيدًا عن الصين سوف يتطلب “استثمارات ضخمة” في مصانع جديدة تساوي مئات المليارات من الدولارات، بما في ذلك 85 مليار دولار للتكرير والصهر، وفق ما ذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست.

تفوق صيني في سوق النحاس

وقالت شركة وود ماكنزي في تقرير إن الصين تسيطر على 97% من طاقة الصهر والتكرير العالمية وهو ما يمثل نحو 3 ملايين طن من الإنتاج إلى جانب 25 مليار دولار من الاستثمارات.
يستخدم مصنعو السلع النحاس عادةً لصنع الكابلات والأجهزة، فضلاً عن المعدات اللازمة لإزالة الكربون.
اعتبرت شركة “وود ماكنزي” إن الدول الغربية التي تسعى إلى تنويع اقتصاداتها بعيداً عن هيمنة الصين على النحاس قد تعمل على تأخير التحول في مجال الطاقة فضلاً عن زيادة التكاليف في حين أن استبداله بالكامل سيكون أمرًا غير ممكن.
اقرأ أيضاً: إقبال محدود على بيع النحاس بالرغم من تراجع الأسعار
كما تحتل الصين الصدارة على مستوى العالم في القطاعات الرئيسية لتوريد النحاس حيث يشكل المعدن الحيوي مكونًا مهمًا في التقنيات الناشئة مثل الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة والمركبات الكهربائية.

منافسون آخرون في سوق النحاس

مع سعي الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والدول الأوروبية إلى إزاحة قبضة الصين على النحاس من خلال الدعم والاستثمار، تحذر وود ماكنزي من أن الهدفين المزدوجين المتمثلين في إزالة الكربون وتقليل الاعتماد على بكين يتعارضان مع بعضهما البعض.

توقعات الطلب على النحاس

وقالت الشركة في تقرير لها صدر:”لكي يتم استبدال الصين كمورد أساسي فهناك حاجة إلى ضخ مئات المليارات من الدولارات لتنمية قدرات المعالجة وتصنيع النحاس الجديدة”، مضيفة أن الطلب على المعدن قد ينمو بنسبة 75٪ إلى 56 مليون طن بحلول عام 2050.
وأضافت أن “هذا من شأنه أن يوجد عدم كفاءة من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع النهائية بشكل كبير وزيادة تكلفة وتوقيت التحول في مجال الطاقة”.
اقرأ أيضاً: ارتفاع الطلب على النحاس يدفع بموجة جديدة نحو قطاع التعدين
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن المناجم والمشاريع قيد الإنشاء لن تلبي سوى 80% من احتياجات النحاس بحلول عام 2030، مما يشير إلى نقص محتمل في المعدن.
وبحسب شركة وود ماكنزي، فإن معظم التعدين الأولي للمواد الخام في العالم يحدث في المقام الأول في الأمريكتين وأفريقيا، في حين تشكل عمليات التعدين المحلي في الصين 8% فقط من الإنتاج العالمي وقد ترتفع هذه النسبة إلى 20%.

سلسلة توريد النحاس وعمليات المعالجة

تتألف سلسلة توريد النحاس من عدة مراحل رئيسية: التعدين والصهر والتكرير والتجهيز وتصنيع السلع النهائية.
وبحسب التقرير، فإنه رغم ما يمتلكه العالم من مناجم نحاس، فإن هذا العالم يفتقر إلى عمليات معالجة وتصنيع لاحقة في ظل هيمنة الصين.
وقال نيك بيكينز مدير الأبحاث في مجال التعدين في وود ماكنزي:”مع سعي الحكومات والشركات المصنعة إلى تنويع اقتصاداتها بعيدًا عن الصين من الأهمية بمكان مراعاة سلسلة التوريد بأكملها وليس فقط عمليات التعدين حيث أن حجم هيمنة الصين على سلسلة التوريد يعني أن الاستبدال الكامل غير ممكن”.

زيادة قدرات تصنيع النحاس

ومنذ عام 2000، استحوذت الصين بنسبة 75% على نمو قدرة مصاهر الألمنيوم في العالم، وفقاً لبيانات وود ماكنزي.
وقال بيكينز: ”إن السيناريو الذي لا توجد فيه الصين بسلسلة توريد النحاس يتطلب زيادة كبيرة في القدرة على المعالجة لتلبية أهداف التحول في مجال الطاقة”.
وذكر التقرير أنه لا توجد خطط حاليا لبناء قدرات جديدة لصهر المعادن الأولية في أمريكا الشمالية أو أوروبا، بل وركزت الولايات المتحدة على الأسواق الثانوية وإعادة تدوير النحاس حيث أنشأت مؤخرا أول مصهر ثانوي لإعادة تدوير المعادن المتعددة.
وقال بيكينز :”إن مصلحة تحقيق أهداف صفر انبعاثات دون فرض تكاليف باهظة على دافعي الضرائب يتطلب تخفيف القيود التجارية العالمية كأحد التنازلات الضرورية”.

Exit mobile version