Site icon السعودية برس

ولي العهد السعودي يدعو كافة الدول للاعتراف بدولة فلسطين

دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الاثنين، كافة دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وقال إن تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

وقال الأمير محمد بن سلمان، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في افتتاح مؤتمر “حل الدولتين” بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن المؤتمر يُمثل “فرصةً تاريخيةً نحو تحقيق السلام وتأكيد الالتزام الدولي بتنفيذ حل الدولتين”.

وأشار إلى أن المؤتمر “ينعقد برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية في نهجها العدواني، ومواصلتها لجرائمها الوحشية تجاه الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وانتهاكاتها في الضفة الغربية والقدس الشريف، واعتداءتها المتكررة على سيادة الدول العربية والإسلامية وآخرها العدوان الغاشم الذي استهدف دولة قطر الشقيقة”.

يأتي انعقاد مؤتمر “حل الدولتين” بمبادرة من السعودية وفرنسا تزامناً مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع. وقد شهدت الأيام الأخيرة اعترافات رسمية من دول كبرى مثل بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال بدولة فلسطين، في تطور يُعدّ تاريخياً ويعكس تحوّلاً في المزاج السياسي الدولي تجاه القضية الفلسطينية. 

تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة

ولي العهد السعودي ذكر أن “إسرائيل تمعن في ممارساتها العدوانية، التي تُهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وتقوض جهود السلام في المنطقة، وممارساتها تعزز اقتناعنا الراسخ بأن تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة”.

وأضاف أن “الموقف التاريخي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالاعتراف بدولة فلسطين واتخاذ العديد من الدول لهذا الموقف الشجاع والتأييد الدولي الواسع لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد إعلان نيويورك بشأن تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية، وتنفيذ حل الدولتين الذي صوت لصالحه 142 دولة، يعكس إرادة المجتمع الدولي في إنصاف الشعب الفلسطيني وترسيخ حقه التاريخي والقانوني، وفق المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية”.

وأكد ولي العهد السعودي على أن المملكة “عازمة على مواصلة شراكاتها مع الجمهورية الفرنسية وجميع الدول الداعية للسلام في سبيل متابعة تنفيذ مخرجات هذا المؤتمر لوضع حد للحرب في غزة، ووقف جميع الإجراءات الأحادية التي تهدد السيادة الفلسطينية والعمل على إنهاء الصراع في المنطقة وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

اقرأ أيضاً: زخم الاعتراف بدولة فلسطين.. حل الدولتين يتقدم في أروقة الدبلوماسية وينتظر التحقق على الأرض

وتابع قائلاً: “نُجدد شكرنا للدول التي اعترفت أو أعلنت عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وندعو بقية الدول إلى اتخاذ هذه الخطوة التاريخية التي سيكون لها بالغ الأثر في دعم الجهود باتجاه تنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام الدائم والشامل بمنطقة الشرق الأوسط، وإيجاد واقع جديد تنعم فيه المنطقة بالأمن والاستقرار والازدهار”. 

فرنسا تعترف بفلسطين

في كلمة افتتاح المؤتمر، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف بلاده بدولة فلسطين رسمياً، وقال إن الوقت قد حان للإفراج عن 48 محتجزاً لدى حماس، ولوقف الحرب والقصف على غزة، ووقف المجازر”.

وأضاف الرئيس الفرنسي أن “وقت السلام قد حان، لأننا على وشك أن نفقد القدرة على تحقيقه”. وأشار قائلاً: “منذ يوليو الماضي، تسارعت الأحداث بشكل مخيف، ونخشى أن تتعرض اتفاقات أبراهام للخطر، ولذلك تقع على عاتقنا مسؤولية حل الدولتين.. إسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمان، ولذلك ووفاء لالتزام بلادي بتعهداتها أعلن أن فرنسا تعترف اليوم بدولة فلسطين”.

اقرأ أيضاً: المملكة المتحدة وأستراليا وكندا والبرتغال تعترف بدولة فلسطين

ماكرون أكد أن “هذا الاعتراف هو تأكيد أن الشعب الفلسطيني ليس زائداً عن الحاجة، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا ينتقص من حقوق الشعب الإسرائيلي، وهذا هو الحل الوحيد الذي يسمح بالسلام لإسرائيل، وهذا الاعتراف هو هزيمة لحركة حماس، ولكل من يُغذي الكراهية ضد الآخر”.

وقال إن “إسرائيل تواصل عملياتها العسكرية في غزة، بهدف معلن، وهو القضاء على حماس، لكن حياة مئات الآلاف تتعرض للخطر والانتهاكات، ما من شيء يبرر استمرار الحرب في غزة، بل كل شيء يفرض وقفها فوراً”.

يُشار إلى أن المطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين بدأت منذ النكبة عام 1948، وقد حصلت فلسطين على صفة “دولة مراقبة غير عضو” في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 2012، ويتطلب منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة موافقة مجلس الأمن.

Exit mobile version