قال الرئيس التنفيذي لوحدة تجارة النفط في أبوظبي، إن الذراع التجارية التي أُطلقت قبل خمس سنوات تخطط لزيادة حجم تعاملاتها بمقدار الثلثين خلال السنوات المقبلة، مع توسعها دولياً.
وأوضح أحمد بن ثالث، الرئيس التنفيذي لوحدة “أدنوك للتجارة العالمية”، أن شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” ترى في نشاط التجارة وسيلة لتحقيق قيمة أكبر من بيع الوقود المنتج في الإمارة وأماكن أخرى.
مكتب جديد لـ”أدنوك” في هيوستن بحلول 2027
أشار بن ثالث إلى أن المرحلة المقبلة من توسع “أدنوك للتجارة العالمية” ستشمل افتتاح مكتب في مدينة هيوستن الأميركية عام 2027. وأضاف في مقابلة من مكتب الشركة في أبوظبي: “في غضون خمس سنوات فقط، أنشأنا مكاتب في سنغافورة وجنيف، وقريباً في الولايات المتحدة. هذا سيضعنا على الخريطة العالمية، وسيوسّع حضورنا”.
اقرأ أيضاً: “أدنوك” تستعين بتقنيات التكسير الهيدروليكي الأميركية لزيادة إنتاج الغاز
وقال بن ثالث إن “أدنوك للتجارة العالمية” تتولى حالياً التعامل مع حوالي 1.1 مليون برميل إلى 1.2 مليون برميل نفط يومياً، وتهدف إلى رفع هذا الحجم إلى حوالي مليوني برميل يومياً.
“أدنوك” تطلق مكتب تجارة بتروكيماويات
لطالما هيمن منتجو النفط في الشرق الأوسط على أسواق الخام العالمية، حيث اعتادوا تقليدياً بيع شحناتهم عبر عقود طويلة الأجل. إلا أن شركات مثل “أدنوك” و”أرامكو السعودية” بدأت في الآونة الأخيرة بإنشاء وتوسيع أنشطة التجارة، مستفيدة من زيادة الطاقة التكريرية المحلية التي تتيح لها الوصول إلى منتجات أعلى قيمة مثل الديزل، والتي يمكن تصديرها إلى أسواق جديدة مثل أوروبا.
قال بن ثالث إن التوسع إلى الولايات المتحدة عبر افتتاح مكتب في هيوستن عام 2027 سيساعد في تحقيق أهداف الشركة من حيث حجم العمليات. وأضاف أن “أدنوك للتجارة العالمية” أطلقت مكتب تجارة للبتروكيماويات، وستوسع نشاطه تماشياً مع توسع “أدنوك” عالمياً في هذا القطاع، خصوصاً من خلال منشآت على الساحل الأميركي لخليج المكسيك.
طالع أيضاً: “أدنوك للغاز” لــ”الشرق”: نستهدف استثمار 20 مليار دولار في 5 سنوات
وأضاف: “بمجرد دخولك إلى سوق مثل الولايات المتحدة، حيث تُصدَّر معظم المنتجات، فإن ذلك يمنحك دفعة كبيرة”.
سلسلة القيمة الكاملة ترفع أرباح وحدة “أدنوك”
تُعدّ وحدة تجارة “أدنوك” مشروعاً مشتركاً بين “أدنوك” و”إيني” (Eni) الإيطالية و”أو إم في” (OMV) النمساوية. وتشغّل هذه الشركات معاً مصفاة الرويس التابعة للإمارة على ساحل الخليج العربي، والتي تبلغ طاقتها أكثر من 900 ألف برميل من الخام يومياً. يُستخدم جزء من إنتاج المصفاة من البنزين والديزل ووقود الطائرات محلياً، إلا أن الغالبية تُخصص للتصدير.
وأشار بن ثالث: “نحن نمتلك سلسلة القيمة بالكامل، من البئر وصولاً إلى التوزيع، ويأتي دور التجارة للاستفادة من العملية برمتها. عندما تكون لديك واحدة من أكبر المصافي في العالم، فهذه نقطة انطلاق ممتازة”، مشيراً إلى أن ذلك ساعد الوحدة التجارية على تحقيق الأرباح “منذ اليوم الأول”.
محاكاة وحدات التجارة في “شل” و”بي بي”
تعمل كل من “أدنوك” و”أرامكو السعودية” على توسيع وحداتهما التجارية بهدف تعظيم الأرباح ومحاكاة نجاح شركات عالمية مثل “شل” (Shell) و”بي بي” (BP). وتدير “أدنوك” أيضاً شركة أخرى تُدعى “أدنوك للتجارة” (Adnoc Trading)، والمملوكة بالكامل للمنتج الخليجي، والتي تتعامل في تجارة النفط الخام والغاز الطبيعي المسال.
“أدنوك” تقلص توقفات الإنتاج المفاجئة للنصف بفضل الذكاء الاصطناعي.. التفاصيل هنا
لطالما حققت شركات النفط الدولية أرباحاً من بيع الخام في السوق المفتوحة من الحقول التي تُشغلها، ومن بيع الوقود المُنتج في شبكات التكرير التابعة لها. ويُعرف هذا النشاط باسم التداول القائم على منظومة الشركة، ويُوفر لتلك الشركات قاعدة تمكّنها من شراء وبيع الوقود المُنتج من قبل أطراف أخرى، وإجراء تحوطات، والاستفادة من الفرص السوقية، وهو النموذج الذي يسعى المنتجون في الشرق الأوسط إلى اتباعه.
أضاف بن ثالث: “إذا نظرت إلى الشركات الأخرى التي تمتلك مثل هذه الأنظمة الضخمة، فإنها تتعامل بنسبة برميل واحد من إنتاجها مقابل ثلاثة براميل من الخارج. ونحن نرغب في الوصول إلى هذه النسبة”.
نقلت “أرامكو للتجارة”، المنافسة الإقليمية، 7.3 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات المكررة خلال 2024، وهو مستوى مماثل لما حققته “فيتول غروب” (Vitol Group)، أكبر شركة تجارة نفط مستقلة في العالم، العام الماضي.
واجه بعض التجار صعوبة في تحقيق أرباح العام الجاري بسبب تقلبات الأسعار الناتجة عن عوامل جيوسياسية أكثر من كونها مدفوعة بأساسيات السوق.
اقرأ المزيد: تقلبات أسعار النفط تضع أداء وحدات تداول الخام تحت المجهر
في هذا الصدد، علّق بن ثالث: “يخلط الناس بين التقلب وعدم اليقين، وهما ليسا الشيء نفسه”. وأضاف: “عدم اليقين يعني أموراً مثل العقوبات أو الحروب التجارية، وهي أمور لا تعرف متى ستنتهي وتؤثر عليك بطريقة تختلف عن التحركات الطبيعية للسوق”.

